سلسلة "تحت التتبع" | الحلقة الثانية: كيف يعمل الـGPS؟ وكيف يُستخدم في التتبع ..؟


عدن (صوت الشعب) خاص:
بقلم / زين عيديد:

أولاً: ما هو الـGPS ..!؟
الـGPS هو اختصار لـ Global Positioning System .. أو النظام العالمي لتحديد المواقع ..
وهو شبكة من الأقمار الصناعية تدور حول الأرض وترسل إشارات بشكل مستمر. هذه الإشارات تلتقطها أجهزة استقبال مثل تلك الموجودة في هاتفك و سيارتك أو أي جهاز تتبع لتحديد موقعك بدقة على الخريطة ..

يعني الأقمار ترسل إشارات في كل لحظة جهازك يلتقط الإشارات من 4 أقمار على الأقل وعبرها يتم تحديد موقعك بالضبط من خلال الفارق الزمني بين الإشارات يحسب الجهاز موقعك الجغرافي (خط العرض، خط الطول، الارتفاع، والسرعة كذلك ) ..

ولا يحتاج الجهاز إلى إنترنت لأن الإشارات تأتي مباشرة من الأقمار الصناعية .. وهي خدمة مجانية للعلم بين القمر و الجهاز .. ولكن قد يسأل البعض لما تحتاج الاجهزة المركبة للمركبات وغيرها لشرائح اتصالات غالباً .. الاتصال بين الجهاز والقمر الصناعي مجاني لكن كيف سيتم نقل المعلومة بين جهاز GPS المركب وبين الشخص الطالب لهذه الخدمة .. فتحتاج لشريحة تواصل بين الهاتف او الكمبيوتر او سيرفر الشركة وهذه الجهاز لتصل اليه المعلومات الواصلة اليه من القمر الصناعي ..

طبعا أصل النظام هذه تم تطويره من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وكان مخصصًا للأغراض العسكرية فقط ثم سُمح باستخدامه تجاريًا للعالم في التسعينات ..

كيف تستخدم الحكومات والشركات هذه التقنية ..؟!
1. الاستخدامات الحكومية ..
الجيش والاستخبارات .. لتوجيه الطائرات المسيّرة .. تتبع القوات .. الصواريخ أو حتى الأفراد المطلوبين ..
الشرطة .. لتتبع المشتبهين المركبات المسروقة أو عمليات الإنقاذ في الكوارث ..
المخابرات .. يمكنها زرع أجهزة تتبع دقيقة في سيارة أو حقيبة وربطها بنظام مركزي لمراقبة الحركة لحظة بلحظة ..

2. الاستخدامات التجارية ..
شركات التوصيل والنقل .. مثل أوبر ودليفري وشركات النقل الثقيل تراقب كل مركبة وتعرف وقت الوصول بدقة ..
شركات إدارة الأساطيل لمراقبة استهلاك الوقود سرعة السائق والتأكد من الالتزام بالمسار ..
المدارس بعض الباصات مزودة بأجهزة تتبع لطمأنة أولياء الأمور ..
شركات التأمين: تراقب قيادة العميل لتحليل السلوك ومنح خصومات (أو عقوبات) ..

3. الاستخدام الفردي ..
تتبع الأطفال حيث تتوفر ساعات للاطفال فيها GPS وكذا لكبار السن أو حتى الحيوانات الأليفة ..
بعض الأزواج للاسف عند انعدام الثقة و الشك يستخدمونه للتجسس على الشريك .. وهناك من يزرعه في السيارة لحمايتها من السرقة دون معرفة الزوج أو السائق ..

الان نتكلم عن أجهزة التتبع السرية في السيارات ..
أجهزة التتبع لم تعد بحجم كبير أو واضحة زي زمان .. بل أصبح بعضها بحجم كف اليد أو أصغر، ويمكن إخفاؤه داخل طبلون السيارة أو أسفل المقعد أو بجانب البطارية .. بل هناك اجهزة ممغنطة يمكن لصقها بالسيارة دون ان يشعر السائق ..
وهناك انواع يتم ربطه مباشرة بنظام الكهرباء أو OBD (مدخل الفحص في السيارة) .. بحيث يعطيك معلومات تفصيلة حتى عن حالة السيارة نفسها وفحصها عن بعد ..

مميزات هذه الأجهزة:
تتبع مباشر (Real-Time) .. إرسال تنبيهات عند الخروج من منطقة معينة (Geo-fence) .. تنبيه عند الاهتزاز أو محاولة السرقة .. تسجيل مسار الرحلة لمدة أشهر .. وبعضها يحتوي على ميكروفون للتنصت داخل السيارة ..
التحكم بتلك الاجهزة يكون اما عبر الشركة المالكة لها (سواء شركة سيارات أو تأجير أو حكومية) او الشخص الذي زرعها .. أو جهة ثالثة تتحكم بالسيرفرات (وهنا تأتي أهمية الأمان في اختيار الشركة المزوّدة للجهاز والخدمة) ..

أخيراً ..
تقنية GPS واحدة من أعظم الابتكارات في العصر الحديث، خدمتنا في الملاحة، الحماية، والتخطيط .. لكنها أيضاً أصبحت أداة خطيرة في يد من يسيء استخدامها .. لذا يجب ان من يحدد السيرفرات او الجهة التي تدير مثل هذه الامور جهات ثقة او سيادية ..
وبشكل عام اذا كنت تملك سيارة .. جوال .. ساعة ذكية
. إذًا هناك احتمال كبير أنك تتنقل يومياً داخل شبكة تتبع دون أن تدري ..

في الحلقة القادمة، سنخوض في الجانب المظلم أكثر ..
كيف يتم “زرع” جهاز تتبع في سيارتك أو أغراضك دون علمك؟ وما المؤشرات التي تكشف وجوده؟ وهل توجد أجهزة مضادة؟

اود ان اعلم رأيكم .. هل تستخدمون جهاز تتبع ..!؟ هل ترى أن هذه الأجهزة ضرورية أم أنها انتهاك للخصوصية ..!؟

زين عيديد
#تحت_التتبع
#ماسيبي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى