سلسلة "تحت التتبع" | الحلقة الأولى: من يراقبك؟ ولماذا؟

عدن (صوت الشعب) خاص:
بقلم: زين عيديد
منذ لحظة اتصالك بالإنترنت… تبدأ مراقبتك دون أن تدري
منذ اللحظة التي تفتح فيها هاتفك المحمول أو تتصل بالإنترنت، تبدأ سلسلة من الأحداث غير المرئية: تُسجَّل، تُخزَّن، وتُحلَّل.
نحن اليوم نعيش في عالم أصبحت فيه المراقبة جزءًا من الحياة اليومية. صار من الصعب التمييز بين الحماية والتجسس، وبين الراحة والاختراق الكامل للخصوصية.
في هذه الحلقة الأولى من سلسلة “تحت التتبع”، نطرح الأسئلة الأساسية:
من يراقبنا؟ ولماذا؟ وما الفرق بين المراقبة الحميدة والمراقبة الخبيثة؟
وما الفرق بين المراقبة والتجسس؟
ما هي المراقبة؟
المراقبة (Surveillance) هي عملية جمع معلومات عن أشخاص أو كيانات، إما بهدف حمايتهم أو تحليل سلوكهم أو حتى التحكم فيهم.
يمكن أن تكون علنية وقانونية — مثل كاميرات المراقبة في الأماكن العامة — أو رقمية وغير محسوسة.
وما هو التجسس؟
التجسس (Espionage) هو نشاط سري يهدف إلى الحصول على معلومات دون علم الطرف الآخر، وغالبًا ما يكون لأغراض سياسية، عسكرية أو تجارية.
الفرق الأساسي:
المراقبة قد تتم بإذن،
أما التجسس فيتم غالبًا من وراء ظهرك.
أنواع المراقبة:
1. المراقبة الأمنية
تقوم بها الحكومات وأجهزة الاستخبارات، وهدفها منع الجريمة، مكافحة الإرهاب، وحماية الأمن القومي.
تشمل أدواتها:
كاميرات الشوارع
تحليل المكالمات
تتبع المواقع
التنصت
التجسس الرقمي
2. المراقبة التجارية
تنفذها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وFacebook وTikTok، بغرض جمع بيانات المستخدمين لتحسين الإعلانات وتحليل السوق.
تشمل أدواتها:
الكوكيز
GPS
استمارات التسجيل
التطبيقات التي تطلب صلاحيات غير ضرورية
نصيحة مهمة: عند تحميل أي تطبيق، راجع الأذونات التي يطلبها — فقد تكون مدخلك إلى عالم من المراقبة غير المرئية.
متى تصبح المراقبة خطرة؟
الخطر يبدأ عندما تتقاطع المصالح بين الشركات والحكومات.
عندما تُباع البيانات.
عندما تتعاون شركات تجارية مع جهات استخباراتية.
أو عندما تستغل الدول هذه التقنيات لقمع المعارضين.
للأسف، هذا ليس خيالاً… بل واقع حدث بالفعل.
بعض التطبيقات والشركات ثبت أنها تعمل لصالح جهات استخباراتية — بعضها بدعم من إسرائيل، كما تبيّن في تقارير استخباراتية عالمية.
فضيحة سنودن: حين كُشف المستور
في عام 2013، قام إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، بتسريب آلاف الوثائق السرية، وكشف أن:
الولايات المتحدة تتجسس على العالم كله: مكالمات، رسائل، صور، وحتى رؤساء دول.
شركات كبرى (مثل Google وApple) كانت تتعاون مع الجهات الأمنية.
النتيجة؟
الخصوصية أصبحت وهماً رقمياً، والناس بدأت تعي أن الهواتف الذكية قد تكون أخطر من أي جاسوس.
كيف تتم المراقبة فعليًا؟
إليك أبرز الأدوات التي تُستخدم لمراقبتك اليومياً:
1. نظام تحديد المواقع (GPS)
صُمم لأغراض عسكرية، ويُستخدم الآن في:
تتبع السيارات
التوصيل
مراقبة الأطفال
وحتى التجسس على الأزواج
أي جهاز يحتوي GPS قد يكون جهاز مراقبة متنقل.
2. الكاميرات الذكية
ليست مجرد تصوير، بل:
تتعرف على الوجوه
تسجل الأرقام
تتابع التحركات
تبني ملفات رقمية عن الأفراد تُستخدم في:
المطارات
الشوارع
المتاجر
المنازل
بعض الجهات أصبحت تُسجِّل دخولك لمبنى بمجرد مرورك أمام الكاميرا، دون حاجة لبصمة أو بطاقة!
3. البيانات الضخمة (Big Data)
كل نقرة، كل صورة، كل كلمة تُكتب في محرك البحث… تُخزَّن.
تُحلل هذه البيانات لبناء “نسخة رقمية منك”:
تَعرف ماذا تحب
ماذا تفكر
وماذا ستفعل بعد ذلك!
خلاصة الحلقة
لستُ ضد المراقبة بالمطلق.
في بعض الحالات، هي ضرورية لحماية المجتمعات من الإرهاب والجريمة.
لكن، عندما تُستخدم ضد الأبرياء، أو تُستغل لأغراض تجارية مشبوهة، أو تتحول إلى سلاح سياسي، هنا يجب أن ننتبه.
يجب أن نعي، نتعلم، ونتخذ احتياطاتنا.
في الحلقة القادمة:
كيف يعمل نظام GPS؟
من يتحكم فيه؟
وكيف يمكن استخدامه للتجسس؟
وما هي الأجهزة التي تعتمد عليه؟
بقلم: زين عيديد
#ماسيبي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.