سقوط شعارات “المقاومة”.. بيان حماس يكشف زيف الحوثي ومحور إيران

لم يكن بيان حركة حماس الأخير الذي وجّه الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعلن القبول بخطة السلام حدثًا عابرًا، بل زلزالًا سياسيًا كشف سقوط واحدة من أكثر الشعارات رواجًا في المنطقة: شعار “المقاومة المشتركة”. ففي لحظة واحدة، انكشف زيف الخطاب الذي تبنّته إيران وأذرعها، وعلى رأسها الميليشيا الحوثية الانقلابية في اليمن، التي طالما ادّعت القتال من أجل فلسطين لتبرير انقلابها وحروبها العبثية في اليمن والمنطقة.
بيان قلب المعادلة
البيان الذي صدر عن حماس تضمّن إشادة واضحة بالرئيس الأمريكي ترامب وبالجهود الدولية والعربية لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى، مؤكدةً استعدادها للانخراط في ترتيبات السلام المقبلة. لكن المفاجأة كانت في ما أغفله البيان: فلم يأتِ على ذكر الحوثيين إطلاقًا، رغم ضجيجهم الإعلامي حول “نصرة غزة”. ذلك التجاهل المتعمد ليس صدفة، بل رسالة سياسية حاسمة: أن حماس لم تعد ترى في الحوثيين شركاء أو ممثلين للقضية الفلسطينية، بل جماعة انقلابية تستخدم اسم القدس غطاءً لأجندة إيرانية توسعية.
ضربة موجعة للميليشيا الحوثية
الموقف مثّل صفعة قوية للميليشيا الحوثية التي بنت دعايتها على الادعاء بأنها جزء من “محور المقاومة”. فبينما كانت حماس تشكر ترامب وتمد يدها نحو السلام، كانت الميليشيا في صنعاء تحتفل بوهم “الانتصار على الصهاينة”. المشهد يجسّد الانفصال التام بين الواقع والخطاب الدعائي.
حين شكرت حماس واشنطن.. انكشفت الميليشيا
المفارقة أن حماس شكرت الطرف ذاته الذي يقصف الحوثيين في البحر الأحمر. بينما كانت الطائرات الأمريكية تستهدف مواقعهم، كانت الحركة تعبّر عن تقديرها للجهود الأمريكية لإنهاء الحرب. تلك المفارقة وحدها كفيلة بإسقاط أكذوبة “المقاومة المشتركة”، وكشف حقيقة الميليشيا التي استدعت أمريكا وإسرائيل إلى اليمن بشعارات زائفة.
تداعيات إقليمية أوسع
ما حدث لا يخص الحوثي وحده، بل يعكس تحوّلًا أعمق في خريطة التحالفات الإقليمية. إيران بدأت تفقد تدريجيًا السيطرة على أدواتها، بعدما باتت كلفة التبعية لها أعلى من أي فائدة.
ردود الحوثي المتوقعة
الانكشاف الكبير سيدفع الميليشيا الحوثية إلى محاولات يائسة لترميم صورتها أمام جمهورها عبر التصعيد الإعلامي، واستجداء وساطات، أو حتى الهجوم على حماس لتخفيف أثر الصدمة. لكن الضربة الرمزية وقعت، وزادت من تشويه صورتها أمام الرأي العام.
المعنى الحقيقي للمقاومة
الحدث الأخير أعاد تعريف “المقاومة” في الوعي العربي. لم تعد تُقاس بالشعارات، بل بالفعل والموقف. حماس اختارت السياسة الواقعية، بينما الحوثي غرق في الخداع والانتهازية.
ختامًا: سقوط الشعارات
بيان حماس لم يكن مجرد موقف سياسي، بل نقطة فاصلة في كشف الخديعة الكبرى التي عاشتها المنطقة تحت لافتة “المقاومة”. فقد تهاوت الشعارات، وسقط القناع عن الميليشيا الحوثية التي بنت مجدها على أكاذيب طهران. لقد سقط الحوثي، لا تحت نيران المعركة، بل تحت وطأة الحقيقة، حين انكشفت أكاذيبه أمام الجميع، وسقطت معه شعارات “المقاومة” التي طالما تاجر بها لخداع البسطاء وتبرير مشروع إيران التدميري في اليمن والمنطقة.