رحيل عبد السلام الهوش العجيلي “راهب القصيدة الليبية وعذوبتها”

مثلما كان هادئا بحياته، يزهد في الأضواء ويؤثر الابتعاد الراقي على الحضور المفتعل، رحل دون ضجيج الشاعر الليبي عبد السلام الهوش العجيلي عن عمر ناهز 65 عاما، بعد مسيرة حافلة حفر فيها بصمته في القصيدة العربية الحداثية ومنح فضاءاتها توقيعا بمذاق الشجن والعذوبة والحنين.
كان العجيلي، رغم موهبته القوية وأسلوبه اللغوي الثري بتراكيب مختلفة ورؤى فكرية تنحاز للإنسان، ضحية التجاهل النقدي والمناخات الإعلامية الثقافية التي باتت تعطي الأولوية لمن يجيد فنون العلاقات العامة ويمتلك رصيدا ضخما في مصرف العلاقات والمجاملات الشخصية.
ولد بمدينة “درنة” 1 مارس 1960 وحصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة سبها 1987، كما كان شديد الارتباط بمسقط رأسه وهو السبب الرئيس في عمله بـ”درنة” في مجال التدريس.
والمعلومات عنه شحيحة للغاية، فهو أخلص للقصيدة ولا شىء سواها، فلم يهتم بتوثيق تجربته أو نشر الكثير من نصوصه عبر فضاءات الإنترنت، كما كان مقلا للغاية في الظهور الإعلامي، ونادرا للغاية ما تصادف حوارا ثقافيا أو تصريحا إعلاميا له.
من أبرز مؤلفاته دواوين “منشورات سرية”، “مهب القبلي”، “شجر الكلام”، التي تنتمي إلى “قصيدة النثر” وتتسم بالبعد عن التكلف أو الزخرفة اللغوية والرهان على المعاني العميقة التي تمس الروح بتلقائية وبساطة.
كثيرا ما كان يشبّه الوطن أو المدينة بامرأة جميلة رغم كل شىء، وهو ما يظهر في واحدة من أكثر قصائده عذوبة وشجنا إذ يقول: جميلة رغم كل شيء/وظامئة/مثل امرأة/تُمشط أيامها المتكررة/أيامها الخالية/من الحلوى… والضحك/ما زالت شبابيكها/تُصعد الأغاني إلى السماء/وما زالت الأسماك المهاجرة/موعودة بأحضانها الدافئة/وما زالت تفتح ذراعيها للطيور الهاربة/من جليد الضفة الأخرى/وما زلنا نتمسك بأهدابها الناعمة/إذا اشتد عصف الريح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.