رحيل الفنان علي عنبه.. صوت شعبي أسكته الظلم الحوثي

رحيل الفنان علي عنبه.. صوت شعبي أسكته الظلم الحوثي

في مشهد أثار موجة واسعة من الحزن والأسى، رحل الفنان اليمني علي عنبه عن عمر ناهز (46 عامًا) في العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن قرر الاستقرار هناك ونقل عائلته بعيدًا عن ضغوط الحياة والمحاكم في صنعاء، حيث خاض لسنوات معارك قضائية مرهقة في مواجهة الفساد والتعسف الحوثي الذي صادر جزءًا من بيته وأحلامه معًا.

وُلد الفنان الراحل عام 1979 في مديرية خولان الطيال بمحافظة صنعاء، وبدأ مشواره الفني منذ أن كان في التاسعة من عمره، ليصبح لاحقًا أحد أبرز رموز الفن الشعبي اليمني ووجهًا مألوفًا في الأعراس والمهرجانات والسهرات التي حملت البهجة إلى قلوب اليمنيين لعقود. وقد ترك عنبه إرثًا غنائيًا خالدًا ببصمة فريدة ميزها الإحساس الشعبي الأصيل.

آخر ظهور.. صوت الفن في مواجهة الألم

كان آخر ظهور حواري للفنان الراحل في برنامج “ساعة فؤاد” الذي يقدمه الفنان فؤاد الكبسي على قناة الجمهورية، حيث استعرض مسيرته الفنية وتحدث عن مشاركاته في مهرجانات خارجية بألمانيا وهولندا، وتصويره أول كليب يمني في الغرب، تحديدًا في ألمانيا. وأكد خلال اللقاء ضرورة حماية حقوق الفنانين والحد من سرقة الأغاني الشعبية، داعيًا وزارة الثقافة للقيام بدورها في التوثيق والحفظ.

وفي المقابلة ذاتها، أعاد عنبه تعريف الفن الشعبي بوصفه “هوية إنسانية لا يمكن فصلها عن الوجدان اليمني”، وأدى عددًا من أشهر أعماله منها “ما فيني يكفيني” و”أجمل من الحب ما فيش”، قبل أن يفاجئ الجمهور بأغنية حزينة كتبها بعد وفاة ابنه بعنوان “فراق الحبايب”، والتي بدت كأنها كانت نبوءة لفراقه هو الآخر.

حملة غضب وتضامن

أثار رحيل علي عنبه المفاجئ غضبًا واسعًا في الشارع اليمني، حيث أطلق ناشطون حملة تضامن على منصة “إكس” تحت وسم #ظلم_الحوثي_قتل_عنبه، مطالبين بتسليط الضوء على ما يتعرض له الفنانون من قمع ومضايقات في مناطق سيطرة الحوثيين.

وكان الفنان الراحل قد ظهر في فيديو قبل وفاته تحدث فيه عن الضغوط النفسية التي واجهها نتيجة الظلم الذي تعرض له في صنعاء، بعد أن استولى أحد المتنفذين الحوثيين على أرضيته وأقام عليها بناءً أمام باب منزله، بينما ظل القضاء الحوثي يماطل خمس سنوات دون إنصافه. وأشار في حديثه إلى أنه بات “يحمل أوراق القضايا بدل أوراق القصائد والعود”، مؤكدًا نيته مغادرة صنعاء وترك كل شيء خلفه.

وفي تغريدة على منصة “إكس” قال الدكتور هزاع البيل: “الفنان علي عنبه لم يمت فجأة، بل مات قهرًا وظلمًا بعد سنواتٍ من المعاناة تحت سلطة الحوثيين الذين حوّلوا الفن إلى تهمة، والمبدع إلى مجرم. خمس سنوات من التحقيقات والاستجوابات انتهت بوفاة فنانٍ عاش مخلصًا لفنه ووطنه، لكنه وجد نفسه في وجه جماعة لا ترى في الجمال إلا كفرًا، وفي الفن إلا ذنبًا.”

وكتب الناشط السياسي فهد بن الذيب الخليفي: “الفنان علي عنبه مات كمدًا بعد أن ظلمه الحوثيون….. هؤلاء لا يتعايش معهم أحد، ولا يقبلون حتى من حاول مسايرتهم خوفًا، لأنهم يصنفون الناس مذهبياً وعرقياً.”

أما الصحفي أنور الأشول فقال في تغريدة مؤثرة: “علي عنبه الذي بموته أحيا روح المقاومة عند الفنانين في وجه التعسف والظلم الحوثي الذي لن يقف عند موت عنبه فهناك طابور طويل من الفنانين الذين يتجرعوا ويلات القهر والعدوان والقمع.”

خسارة فادحة للفن اليمني

برحيل علي عنبه، تخسر الساحة الفنية اليمنية صوتًا فريدًا ومخلصًا للفن الشعبي الذي حمله بإيمان عميق وصدق إنساني. لم يكن مجرد مغنٍ، بل كان حارسًا وفيا لذاكرة الريف اليمني وإيقاعاته، وفنانًا واجه القهر بالصوت قبل أن يسكت القهر صوته إلى الأبد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى