ذكرى تحرير الضالع.. مفخرة الجنوب التي شكلت بداية دحر الإرهاب الحوثي

يحيي الجنوبيون بأجواء من الفخر والحماسة، ذكرى انتصار الضالع في 2015، تلك الملحمة البطولية التي لا تُنسى في تاريخ الجنوب.

فتلك المعركة توجت بمحافظة الضالع كأولى مدن الجنوب التي تتحرر بالكامل من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لتفتح بذلك بوابة النصر التي اندفعت منها بقية المحافظات الجنوبية نحو التحرير والاستقلال.

لم تكن الضالع مجرد جبهة من جبهات القتال، بل كانت شرارة الانطلاق لمرحلة جديدة في مسار المقاومة الجنوبية، فقد واجه أبناؤها بصدور عارية وقبضات مؤمنة آلة الحرب الحوثية التي ظنت أن الجنوب سيسقط بسهولة كما سقطت مناطق أخرى تحت سطوتها.

لكن الضالع، بعزيمة رجالها وتلاحم أبنائها، قالت كلمتها مبكرًا وأكدت أنه لا مكان للغزاة في الجنوب.

لم يكن الانتصار في الضالع سهلًا ولا سريعًا. فقد خاض أبناؤها معركة شرسة، قاتلوا فيها بأسلحتهم البسيطة وعزيمتهم التي لا تلين ضد ترسانة عسكرية متقدمة، مدعومة بخبرات وتجهيزات إيرانية.

إلا أن إرادة أبناء الضالع كانت أقوى من كل السلاح، وأصدق من كل الشعارات، فتمكنوا بعد أشهر من المقاومة والصمود من دحر الحوثيين وتحرير أرضهم.

يشهد التاريخ أن معركة الضالع كانت نقطة التحول الكبرى في مسار الحرب ضد المليشيات الحوثية في الجنوب.

فبمجرد تحرير الضالع، تغيرت المعادلات على الأرض، واستعاد الجنوبيون الثقة بقدرتهم على الانتصار. وشكّلت هذه المعركة دفعة معنوية وسياسية هائلة، فتحت الطريق لتحرير عدن، ولحج، وأبين، وشبوة، وحضرموت، والمهرة.

لكن ما يميز الضالع بشكل أكبر أن الانتصار فيها لم يكن فقط عسكريًا، بل كان أيضًا انتصارًا للهوية، للكرامة، وللإرادة الحرة.

الضالع، تلك المدينة الصامدة على تخوم الجبال، لم تعد فقط رمزًا جنوبيًا، بل أصبحت مصدر فخر لكل عربي حر باعتبارها كانت أول مدينة عربية تتحرر من قبضة المليشيات الحوثية في وقت كانت فيه قوى كثيرة ما تزال في مرحلة الدفاع أو الانكسار، في حين قدمت الضالع درسًا في التضحية، وقدوة في المقاومة، ونموذجًا في الثبات.

في ذكرى الحدث المفصلي، يستحضر الجنوبيون، تضحيات الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

وتؤكد هذه الذكرى أن معركة التحرير لم تنتهِ، بل إنها مستمرة ضد كل مشاريع الهيمنة والإرهاب والوصاية الخارجية.

كما تبرز هذه المناسبة أهمية توثيق الذاكرة الوطنية الجنوبية، وترسيخ معاني الفداء في نفوس الأجيال القادمة، حتى لا تُنسى التضحيات، ولا يُسمح بتكرار المآسي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى