خطة محكمة.. هل أذاق ميتروفيتش الهلال من كأس فولهام؟

في عالم كرة القدم الذي لا يعترف كثيرًا بالولاء، يُقال دائمًا “كما تدين تدان”، قصة رحيل المهاجم الصربي ألكساندر ميتروفيتش عن نادي الهلال متجهًا إلى الريان القطري، تبدو تجسيدًا حيًا لهذا المثل.

فالسيناريو الذي انتهت به علاقته مع “الزعيم” لم يكن مجرد رد فعل على قرار إداري، بل يبدو كخطة محكمة أعادت للأذهان مشاهد رحيله عن فولهام الإنجليزي قبل عامين، وكأن التاريخ يعيد نفسه بمرارة، وهذه المرة كان الهلال هو من يتذوق الكأس.

 

شرارة التمرد.. قرار إداري يفجر الأزمة

كل شيء بدأ بلحظة فارقة، حينما اتخذت إدارة نادي الهلال قرارها بعدم تسجيل ميتروفيتش في قائمة الفريق المحلية لدوري روشن السعودي للموسم الجديد، هذا القرار، الذي قد يبدو مفاجئًا للبعض، كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل أزمة كانت تشتعل في الخفاء.

فتح القرار الباب أمام تكهنات، وبصرف النظر عن السبب الحقيقي رغم تألقه مع الهلال، كان هذا القرار هو الرسالة التي فهم منها المهاجم الصربي أن دوره المحوري في الفريق قد انتهى، وأن أيامه في الرياض أصبحت معدودة.

 

خطة الهروب.. من ادعاء الإصابة إلى الرفض العلني

قبل أن يصبح القرار الإداري علنيًا، كانت فصول القصة الأخيرة قد بدأت تتكشف بالفعل، تسريبات قوية من مصادر متعددة أشارت إلى أن ميتروفيتش كان يدّعي الإصابة في الفترة التي سبقت رحيله، وأنه لم يكن يشارك في التدريبات بجدية تامة. هذه الأنباء ترسم صورة لاعب كان يجهز بالفعل لمشهد الرحيل، وينتظر فقط المبرر الذي يضعه أمام الإدارة والجماهير.

وما إن جاء القرار الإداري، حتى تحول التململ الخفي إلى تمرد علني وصريح، فبمجرد علمه بالاستبعاد، ووفقًا للمصادر، رفض ميتروفيتش المشاركة في التدريبات الجماعية بشكل قاطع، مؤكدًا أنه لائق طبيًا تمامًا.

كانت هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب، فلم يعد هناك مجال للعودة. لقد وضع النادي في زاوية حرجة: إما الرضوخ للاعب وتغيير القرار، أو تسهيل رحيله فورًا لتجنب تسميم أجواء الفريق.

أخبار ذات علاقة

ألكسندر ميتروفيتش بقميص الريان القطري

رسميا .. الريان القطري يضم ألكسندر ميتروفيتش من الهلال

 

سيناريو مكرر.. حين كان الهلال هو المستفيد

لكن هذا السيناريو لم يكن جديدًا على ميتروفيتش، بل هو نسخة طبق الأصل من الخطة التي رسمها بنفسه قبل عامين ليجبر ناديه السابق فولهام على بيعه للهلال، في صيف عام 2023، حينما وصله عرض “الزعيم”، اتخذ ميتروفيتش قرارًا حاسمًا بأنه لن يلعب للفريق الإنجليزي مجددًا. 

لجأ وقتها إلى السلاح نفسه: التمرد والضغط. تغيّب عن التدريبات، وأبلغ الإدارة بشكل واضح وصريح أنه لن يرتدي قميص فولهام مرة أخرى، ما وضع النادي الإنجليزي في موقف لا يحسد عليه، وأجبره في النهاية على الرضوخ لرغبة اللاعب والنادي السعودي.

في ذلك الوقت، كان الهلال هو الطرف المستفيد من هذا “التمرد”، وربما اعتبره دليلاً على رغبة اللاعب الجامحة في الانضمام لمشروعه، لم يكن أحد يتوقع أن هذا السلاح الذي ساهم في جلب اللاعب إلى الرياض، هو نفسه الذي سيستخدم ضده ليغادرها.

 

 

دائرة مغلقة.. سلاح ذو حدين ينهي القصة

وهكذا، دارت الدائرة بشكل مثير لتغلق فصلاً مهماً في مسيرة ميتروفيتش والهلال، فالتمرد الذي كان سببًا في بداية القصة، أصبح سببًا في نهايتها. الطريقة التي احتفل بها الهلاليون بوصول مهاجم أجبر ناديه على بيعه، هي نفسها الطريقة التي ودعوه بها.

لقد أذاق ميتروفيتش الهلال بالفعل من الكأس المرة نفسها التي شرب منها فولهام، تاركًا خلفه علاقة بدأت بقوة وانتهت بتمرد، في قصة تؤكد أن قوانين اللعبة أحيانًا تكون أقوى من أي نادٍ أو لاعب، وأن سلاح “قوة اللاعب” الذي قد يخدمك اليوم، من الممكن أن يرتد في وجهك غدًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى