خطاب مزدوج وتحالفات متقلبة .. الإخوان في اليمن مشروع تخريب لا بناء


منذ انطلاق ما سمي بـ”الربيع العربي” أواخر عام 2010، برز دور جماعة الإخوان المسلمين في العديد من الدول العربية، لا بوصفها داعمة لتطلعات الشعوب نحو الحرية والديمقراطية، بل باعتبارها فاعلا سياسيا يسعى للانقضاض على الدول، واستغلال الفوضى للوصول إلى السلطة، ولو على حساب خراب الأوطان.

وقال المفكر والكاتب والخبير الاستراتيجي الإماراتي أ.د جمال سند السويدي في تغريده له على حسابه في( إكس)”ظلت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 تسعى للوصول إلى الحكم أو السلطة، وتتخذ من حديثها عن إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف نواحي الحياة وسيلة لتحقيق هذا الهدف.”

في كل من تونس، مصر، ليبيا، سوريا، واليمن، كانت الجماعة تعيد إنتاج نفسها داخل الحراك الشعبي، متدثرة بشعارات التغيير، بينما تخفي أجندة سلطوية ضيقة تنظر إلى السلطة كغاية تبرر الوسيلة، حتى وإن تمثلت الوسيلة في إشعال الحروب الأهلية، أو تفكيك مؤسسات الدولة، أو التحالف مع قوى معادية للمصلحة الوطنية.

الإخوان في اليمن : خطاب مزدوج وتحالفات متقلبة

في اليمن، لعبت جماعة الإخوان، ممثلة بحزب الإصلاح، دورا مثيرا للجدل خلال مختلف مراحل الثورات. ففي بدايات الحراك الجنوبي منذ عام 2007، وصف إعلاميو الجماعة حراكي الجنوب بـ”الشرذمة الانفصالية” و”عملاء إيران”، ثم ما لبثوا أن بدلوا خطابهم عندما تحرر الجنوب من مليشيات الحوثي الإرهابية وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لتطلعات الشعب الجنوبي باستعادة الدولة الجنوبية في عام 2017م وعودة الزخم الجماهيري إلى الشوارع، داعين إلى “الوحدة الوطنية” و”التوافق الوطني”، في تبدل واضح يكشف انتهازية المواقف لا ثبات المبادئ.

وقد أشار الدكتور ياسر اليافعي، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن اليمني، إلى هذا التلون في خطاب الجماعة، مؤكدًا أن مواقفهم تتغير بتغير الظروف السياسية، لا انطلاقًا من قناعات راسخة أو مشروع وطني متكامل. وأضاف أن هذا النهج الانتهازي يفضح جوهر الجماعة، ويؤكد أنها لا تؤمن بمفاهيم الشراكة أو البناء المشترك.

وعقب تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي عام 2015، ونتيجة لفقدان الجماعة لنفوذها في تلك المناطق، ظهرت مؤشرات واضحة على وجود تنسيق بينها وبين الحوثيين، شمل دعمًا إعلاميًا وماديًا، في محاولة للانقلاب على الحكومة الشرعية والتحالف العربي، مما يكشف مدى استعداد الجماعة للتحالف مع أعداء الدولة حين تخسر مواقعها فيها.

مشروع تفكيكي عابر للحدود

ولا يقتصر تأثير الجماعة التخريبي على اليمن فقط، بل يمتد ليشمل معظم الدول التي نشطت فيها. من مصر إلى تونس، ومن سوريا إلى ليبيا ولبنان، كانت النتيجة واحدة: انقسام اجتماعي، عنف سياسي، تحريض طائفي، وتراجع دور الدولة. حيثما حلّت الجماعة، تفاقمت الأزمات وتعمّق الانقسام.

الناشط الحقوقي علي ناصر العولقي يؤكد هذه الرؤية، معتبرًا أن الإخوان ليسوا مشروع دولة أو إصلاح، بل مشروع هدم ممنهج يختبئ وراء الشعارات الدينية.

وأوضح أن الجماعة استخدمت أدوات متعددة لبث الفتن وتأجيج الانقسامات، بما في ذلك الإعلام، والمؤسسات، وحتى الخطاب الديني، في محاولة لفرض إرادتها على الشعوب وتمزيق نسيجها الوطني.

وأضاف العولقي أن الجماعة تمثل خطرًا حقيقيًا على وحدة الصف العربي، وأن استمرارها في تسخير الدين لأطماعها السلطوية لا يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف والدمار وتآكل الثقة بين المواطن والدولة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى