“خرافة الولاية”.. نهج المليشيا لامتهان اليمنيين (تقرير)

لم تكن خرافة الولاية التي تسوقها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ سنوات مجرد فكرة عابرة في سياق مشروع طائفي فحسب؛ بل تعبيرًا جوهريًا عن المآل الذي يريد الحوثيون أن يوصلوا إليه اليمن لتقسيم الشعب إلى فئتين يكون في يد الأولى (وهي السلالة الحوثية) كامل الحق في التصرف بدماء وأموال وأعراض الأخرى المتمثلة في سكان البلاد اليمنيين.

وتنفق المليشيا الإرهابية سنويًا أموالًا طائلة للاحتفاء بما تسميه زعمًا “يوم الولاية” أو “يوم الغدير” في فعاليات تهدف إلى تعزيز الزخم حول خرافة الولاية، المصطلح المصغر للمشروع الطائفي والعنصري الذي يهدد قيم الجمهورية ويمس كرامة الشعب اليمني ويصادر حريته.

وتستخدم المليشيا الإرهابية هذه الورقة الزائفة لترسيخ صورة زعيمها الإرهابي عبدالملك الحوثي كـ”ولي مختار”، في محاولة لفرض نمط حياة يقسم المجتمع إلى فئتين: أقلية سلالية تَدَّعي امتلاك الحق في السيطرة على مقدرات اليمنيين والتحكم بأمرهم، وعموم الشعب الذي يُعامل كأداة في خدمة المشروع الحوثي المدعوم من إيران.

وهذه الأموال، التي تُستقطع من جيوب اليمنيين المنهكين بالفقر والجوع، تُخصص لتنظيم احتفالات تهدف إلى تكريس هذا الانقسام الاجتماعي الذي قضى عليه اليمنيون في ستينسات القرن الماضي بنضالات طويلة أنهت ظلم الإمامة ورسخت قواعد الجمهورية كمشروع وطني قائم على العدل والمساوة ونبذ العنصرية والفوارق بين الطبقات.

وتهدف المليشيا من وراء الترويج لهذه الخرافة تحت شعارات دينية مزيفة، إلى تكريس الخضوع المطلق لها، وإعادة إنتاج نظام طبقي يضع أقلية فئوية فوق الجميع، بينما يُعامل بقية الشعب كأداة تحت سيطرتها، حيث تطالب اليمنيين بالتسليم الكامل لإرادتها دون اعتراض، وهي محاولة صريحة لإذلال أبناء البلد ومصادرة حريتهم وحقهم في حياة كريمة، عبر مشروع مستورد يتعارض كليًا مع قيم الجمهورية التي كفلت المساواة والحرية لليمنيين.

وتتفاقم خطورة هذا النهج في أنه يمثل انقلابًا على مبادئ الجمهورية، مدعومًا من إيران، ويسعى إلى فرض نمط حياة قسري يحول الشعب إلى أتباع لمشروع إرهابي يواصل اليمنيون اليوم مقاومتهم له، كونه يشكِّل تهديدًا وجوديًا لوحدتهم الوطنية وقيمهم الإنسانية.

والدماء التي يقدمها اليمنيون، منذ سنوات، ليست فقط تضحيات في التصدي لانقلاب سياسي، بل ضد فكرة عنصرية استعلائية تهدف إلى مصادرة كرامة الشعب اليمني واستبدال قيم الجمهورية بمشروع طائفي يُكرس التبعية والاستعباد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى