بينما يحافظ المسلسل السوري الشهير “حمام الهنا” الذي عُرض لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، على شهرته ومكانته بين الأعمال الدرامية، فإن مخرجًا عراقيًا هو من يقف خلف هذا العمل الخالد.

وقد أخرج الفنان والمخرج العراقي فيصل الياسري الذي تمر هذه الأيام ذكرى وفاته، هذا العمل الكوميدي الذي سلّط فيه الضوء على الواقع البسيط للمواطن السوري في تلك الحقبة الزمنية.

ويقف المخرج فيصل الياسري، الذي فارق عالمنا قبل ثلاثة أعوام، خلف هذا العمل الذي يعدّ أول مسلسل من إخراجه في التلفزيون السوري عام 1968، وأثبت من خلاله قدرته على الربط بين التجربتين العراقية والسورية.

وتمكّن الياسري الذي توفي في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022، والذي يُعد واحدًا من كبار شخصيات الفن والثقافة العراقية والعربية، من توظيف إمكانياته الإخراجية والفنية في “حمام الهنا”، حيث نقل أجواء حياة دمشق الشعبية إلى الشاشة عبر ذلك الحمام الدمشقي البسيط.

وقدّم الياسري بعمله الكوميدي الذي شارك فيه فنانون سوريون منهم من فارق الحياة، مواقف يومية للزبائن مع أصحاب الحمام، من خلال حوارات كوميدية ممتعة، كما أولى اهتمامًا باختيار الموسيقى التصويرية والديكور.

ورغم تواضع أدوات التصوير والمونتاج في تلك الحقبة الزمنية، نجح الياسري في منح عمله أسلوبًا لافتًا في الإخراج وجعله خالدًا حتى يومنا هذا ليكون واحدًا من أشهر المسلسلات في التاريخ الدرامي السوري.

وتدور أحداث مسلسل “حمام الهنا” الذي عُرض بالأبيض والأسود في حمام شعبي بسيط، كان مكانًا للقاء فئات مختلفة من المجتمع، وشاهدًا على مواقف يومية تم عرضها في 13 حلقة في قالب بسيط وعفوي.

وشارك في المسلسل الشهير الذي ألفه وشارك فيه الفنان الراحل نهاد قلعي الفنانون دريد لحام بشخصيته الشهيرة “غوار”، ورفيق سبيعي وهالة شوكت ولينا باتع وزياد مولوي وعمر حجو وفهد كعيكاتي ومحمد طرقجي وآخرون.

والياسري الذي بدأ عمله في الإخراج بالتلفزيون السوري مطلع ستينيات القرن الماضي، فنان ومخرج وإعلامي وكاتب رواية وقصة قصيرة، درس علم النفس، ثم توجَّه لدراسة الفن، حيث حصل على ماجستير في فن الإخراج والإعداد التلفزيونيين من العاصمة النمساوية فيينا عام 1958.

وعمل في بداية شبابه في الصحافة، وبعد أن أنهى تعليمه الأكاديمي عمل مخرجًا تلفزيونيًا في تلفزيون بغداد، كما عمل مخرجًا في تلفزيون ألمانيا الديمقراطية مدة 3 سنوات.

أخبار ذات علاقة

وفاة المخرج العراقي فيصل الياسري عن 89 عاما

أخرج العديد من الأفلام التسجيلية والروائية والتلفزيونية، كان أولها فيلم “الرأس” و”النهر”، و”بابل حبيبي”، وفيلم “القناص”، وله العديد من المؤلفات منها مجموعة قصصية بعنوان “في الطريق”، ورواية “كانت عذراء”، و”غربال الذاكرة”.