حضرموت على حافة الهاوية: قبائل حضرموت تدعو لاجتماع طارئ وسط تصعيد عسكري وسياسي متصاعد

في خطوة تؤكد تصاعد حدة التوتر وتدهور الأوضاع الأمنية في محافظة حضرموت، أطلق الشيخ عمرو بن حبريش العليي، رئيس حلف قبائل حضرموت، دعوة عاجلة لعقد اجتماع قبلي موسع.

من المقرر أن يعقد الاجتماع عصر يوم الخميس القادم الموافق 27 نوفمبر في منطقة الهضبة بالعليب، ويأتي استجابة مباشرة للتصريحات الاستفزازية التي أطلقها قائد قوات “الدعم الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، أبو علي الحضرمي، والتي هاجم فيها قوات حماية حضرموت وقائدها، معتبراً إياها قوات “غير شرعية”.

تأتي الدعوة القبلية في خضم أجواء مشحونة، بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً لافتاً من قبل أبو علي الحضرمي، الذي ظهر في لقاءين عامين، الأول مع قبائل ثعين يوم 23 نوفمبر، والثاني في مدينة قصيعر، مخاطباً الجماهير بخطاب عدائي مباشر.

لم يكتفِ الحضرمي بمهاجمة الشيخ بن حبريش شخصياً، بل توعد باستهداف قوات حماية حضرموت التابعة للحلف، في خطوة فُسّرت على أنها إعلان نية لخوض مواجهة عسكرية شاملة.

الأخطر من ذلك، كان إعلان الحضرمي أن قواته وقوات النخبة الحضرمية تشكل معاً “جيش الجنوب العربي”، وهو مصطلح يحمل بعداً سياسياً عميقاً، ويهدف إلى فرض هيمنة المجلس الانتقالي على كافة المكونات العسكرية في المحافظة، وتهميش أي قوة لا تخضع لسلطته المباشرة.

واعتُبر هذا الخطاب، بحسب مراقبين، مؤشراً واضحاً على انتقال الصراع من الخطب الإعلامية إلى حافة الاشتباك الميداني المفتوح.

لا تأتي هذه الدعوة في فراغ، بل هي تتويج لسلسلة من التطورات الأمنية والعسكرية المتسارعة التي تشهدها المحافظة منذ أشهر.

وفي الدعوة التي وجهها الشيخ بن حبريش، أكد أن الاجتماع يهدف إلى “تدارس المستجدات الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار حضرموت”، في إشارة مباشرة إلى التحركات العسكرية الأخيرة لقوات “الدعم الأمني” على امتداد الساحل الغربي ومناطق الهضبة.

تسعى هذه التحركات، بحسب مصادر قبلية، إلى فرض واقع عسكري جديد يمنع انتشار قوات حلف قبائل حضرموت وقوات “درع الوطن” المدعومة من المملكة العربية السعودية، مما يضع حداً لمحاولات موازنة النفوذ في المحافظة.

وتُعد قوات “درع الوطن” ذراعاً عسكرية تمثل قبائل حضرموت وتعمل بالتنسيق مع التحالف العربي بقيادة السعودية، مما يضعها في صراع نفوذ مباشر مع القوات المدعومة من الإمارات والموالية للمجلس الانتقالي.

وقد شهدت المحافظة مؤخراً سلسلة من الحوادث التصعيدية، أبرزها مقتل الشاب عمرو بن عجلان الحمومي في مدينة الشحر برصاص قوات “الدعم الأمني”، مما أثار غضباً قبلياً واسعاً، إضافة إلى حملة اعتقالات طالت عدداً من أبناء قبائل الشنيني، وتوسع انتشار قوات الانتقالي في مناطق الهضبة، ووقوع اشتباكات متفرقة مع أبناء القبائل في غيل بن يمين.

يمثل التصعيد الحالي تجلياً للصراع المحتدم على النفوذ في حضرموت، أغنى محافظات اليمن وأكثرها استراتيجية. ففي حين يمثل “حلف قبائل حضرموت” بقيادة الشيخ بن حبريش، وقوات حماية حضرموت و”درع الوطن”، القوة المحلية المدعومة من الرياض، والتي تسعى للحفاظ على استقرار المحافظة ومنع انزلاقها نحو الفوضى، يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من أبوظبي، إلى فرض سيطرته الكاملة على المحافظة كجزء من مشروعه الانفصالي في جنوب اليمن.

إن اجتماع الخميس القادم في الهضبة ليس مجرد لقاء قبلي روتيني، بل هو محطة حاسمة قد تحدد مسار الأحداث المقبلة.

فإما أن يخرج الاجتماع بموقف قبلي موحد وحاسم، يردع محاولات التصعيد ويفرض معادلة جديدة على الأرض، أو أن يؤدي فشله في تحقيق توافق إلى فتح الباب على مصراعيه لمواجهة عسكرية شاملة، قد تكون عواقبها كارثية على استقرار حضرموت والمنطقة بأكملها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى