حشود عسكرية على خطوط التماس.. تصعيد حوثي ينذر بتجدد الحرب في اليمن

وسط الجهود الدولية التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن لتثبيت وقف إطلاق النار، تتجه ميليشيا الحوثي نحو التصعيد العسكري الميداني، في ظل استمرار اعتداءاتها المتكررة على مواقع القوات الحكومية والأعيان المدنية في عدة مناطق، الأمر الذي قد يؤدي إلى إشعال فتيل الصراع وتوسعه من جديد؛ ما ينهي هدنة الأمم المتحدة “الهشّة”.

وطبقا لمصادر عسكرية يمنية، فإن ميليشيا الحوثيين دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق تماس قواتها مع الجيش اليمني والقوات الموالية للحكومة، في مناطق متفرقة من محافظات البلاد المختلفة.

وذكرت منصّة “ديفانس لاين” المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية اليمنية، أن الميليشيا عززت من تحصيناتها ومواقعها القتالية في عدة جبهات، وأرسلت معدات عسكرية وتعزيزات بشرية، بينها كتائب جديدة من المقاتلين الذي استكملوا تدريباتهم حديثا، ووحدات خاصة من فصائلها العقائدية المقاتلة، إلى جبهات المواجهة في محافظات: مأرب، الجوف، البيضاء، لحج، الضالع، تعز، الحديدة وحجة.

وتزامنت هذه التحركات، مع تجدد المواجهات خلال اليومين الماضيين في كل من الضالع وتعز؛ ما أدى إلى مقتل جنديين من الجيش اليمني في المحافظة الأخيرة؛ وسط محاولات “الحوثيين” المتواصلة لتحقيق اختراق ميداني يُذكر.

والثلاثاء الماضي، حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، في إحاطته المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي، من التطورات “المثيرة للقلق” بعد هجوم ميليشيا الحوثيين الكبير بمحافظة صعدة، الذي أسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الطرفين، في 25 يوليو/ حزيران الماضي، بالإضافة إلى تعزيزاتهم حول مدينة الحديدة،؛ ما “يبرز الحاجة إلى تهدئة فعّالة وحوار أمني بين الأطراف”، بحسب غروندبرغ.

استراتيجية متعددة

ويقول المحلل السياسي، يعقوب السفياني، إن ميليشيا الحوثيين، كثّفت منذ مطلع يوليو/ حزيران الفارط، من عملياتها العسكرية على أكثر من جبهة، أبرزها في صعدة والضالع، إلى جانب تحركاتها الملحوظة في مأرب والساحل الغربي وتعز والجوف.

وذكر في حديثه لـ”إرم نيوز”، أنه في جبهة “علب” بصعدة وجبهات شمال وشمال غرب الضالع، شنّت الميليشيا هجمات عنيفة “في مسعى محتمل لإعادة خلط الأوراق ميدانيا ورفع سقف حضورها قبل أي استحقاقات تفاوضية”.

وأضاف السفياني، أنه “رغم إحباط محاولات التقدم الحوثية، استمرت الميليشيا في استهداف المدنيين بالقنص والنيران العشوائية، خصوصا في الضالع، ما يعكس اعتمادها أسلوب الاستنزاف طويل الأمد لإبقاء الجبهة في حالة توتر دائم”.

وإلى جانب التحركات الميدانية، يرى السفياني أن ميليشيا الحوثيين صعّدت من قبضتها الأمنية في مناطق نفوذها، خاصة في إب وصنعاء، عبر حملات الاعتقال والنهب والتجنيد القسري، “في محاولة لتعويض خسائرها البشرية وفرض حالة من الردع المجتمعي”.

وبحسبه، فإن الميليشيا الحوثية “تتبع استراتيجية متعددة المسارات، تهدف إلى إرباك خصومها، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والميدانية قبل أي جولة تفاوض قادمة”.

وخلال حفل تخريج قرابة 1500 مقاتل من دورات تدريب متنوعة تابعة لوزارة الداخلية في حكومة “الحوثيين” غير المعترف بها دوليا، أمس الأربعاء، شدد مدير عام التدريب والتأهيل بالوزارة، على الجاهزية العالية للدفعات المتخرجة للقضاء على أي تحركات معادية “من قبل أدوات أمريكا وإسرائيل” في إشارة إلى خصوم الداخل اليمني، مضيفا أن هذه الدفعات “ستكون سندا وعونا للقوات المسلحة عند أي ظرف أو طارئ”.

فيما تحدث نائب رئيس حكومة ميليشيا الحوثيين لشؤون الدفاع والأمن، عن “مخططٍ وضع مؤخرا من قبل الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين لتنفيذه من قبل أدواتهم في الداخل”، حسب قوله.

أخبار ذات علاقة

اليمن.. "القوات الجنوبية" تشن هجوما مباغتا على الحوثيين شمالي الضالع

اليمن.. “القوات الجنوبية” تشن هجوما مباغتا على الحوثيين شمالي الضالع

خيارات صعبة

بدوره، أكد الباحث في شؤون “الحوثيين” العسكرية، عدنان الجبرني، أن “المكتب العسكري للحوثيين بدأ بتعبئة قوات الميليشيا لخوض معركة داخلية بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي، بعد 3 أسابيع”.

وقال الجبرني في تغريدات على منصّة “إكس”، إن ميليشيا الحوثيين دخلت عمليا في مرحلة “الخيارات الصعبة”، مشيرا إلى أن جميع خيارات هذه المرحلة “مُكلفة”.

وبيّن أن المجتمع بات يتحرك من خارج الأدوات التي حاولت ميليشيا الحوثيين فرضها، وبدأ يستعيد محركاته التقليدية، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها الميليشيا، في حين أن تصعيدها بشأن غزة لم يعد مجديا، إلى جانب حالة الضعف التي يعانيها “المحور الإيراني”.

وأشار الجبرني إلى الضغوط التي تواجه الميليشيا فيما يتعلق بعمليات التهريب والإمداد والتموين، في ظل تشديد عمليات الرقابة البحرية، فضلا عن انسداد أفق العملية السياسية، “لذلك، تستعد ميليشيا الحوثيين للانتحار”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى