حرب 7 / 7.. لماذا شكلت عدوانًا أكبر من مجرد اجتياح عسكري؟

لم يكن ما حدث في حرب يوليو 1994، مجرد اجتياح عسكري نفذته قوى الاحتلال بل كان عدواناً شاملًا على وطن وأرض وهوية وضد شعب صاحب حق وتاريخ.
ذلك اليوم يمثل محطة متجددة للتذكير بجرائم الاحتلال، وضرورة التمسك بالمشروع الوطني الجنوبي في استعادة الدولة وبناء مستقبل يليق بتضحيات الأحرار.
فقد كانت حرب 1994 وتحديدا يوم 7 يوليو، بداية لمرحلة سوداء عاشها الجنوب تحت سلطة النهب والإقصاء، حيث تم تمكين قوى الاحتلال المعادية من مقدرات الجنوب، وتم تغييب العدالة، وفرضت سياسات التجهيل والطمس الممنهج ضد الهوية والثقافة الجنوبية.
لم تكن تلك السياسات عشوائية بل جرى تنفيذها ضمن خطط واضحة لابتلاع الجنوب وتحويله إلى منطقة مهمّشة غير قادرة على النهوض أو حتى المطالبة بحقوقها، ومن ثم إسكات صوت الجنوب المنادي باستعادة دولته كاملة السيادة.
ورغم القمع والتنكيل، لم يُسكت الجنوب، بل نهض من بين الركام، وبدأ نضاله السلمي مبكراً منذ 2007 عبر الحراك الجنوبي، الذي رفع راية التحرير واستعادة الدولة.
وبقيادة الشرفاء، تراكمت تضحيات الجنوب عامًا بعد عام، حتى جاءت مرحلة النضال المسلح عقب اجتياح المليشيات الحوثية الإرهابية بدعم من القوى ذاتها التي احتلت الجنوب عام 1994.
ففي مرحلة الدفاع عن الجنوب، حدثت ملحمة تاريخية من أجل التحرير الثاني في 2015، في مشهد أسطوري جسَّد إرادة الجنوب في الدفاع عن أرضه وكرامته.
وبالتالي، لا يمكن أن تُختزل ذكرى 7 يوليو في تفاصيل الاجتياح فحسب بل يجب قراءتها كدليل على فشل مشروع الوحدة المشؤومة التي اتُخذت ستارًا لتمرير العدوان على الجنوب.
وفي تلك الذكرى القاسية، بات من المؤكد أن الجنوب لن يعود إلى تلك المرحلة، وأن ذاكرته الجمعية لن تنسى ما حدث، وأن مشروع الاستقلال اليوم لم يعد حلما، بل هدفا واقعيا تُبنى لأجله التحالفات، وتُرسم السياسات، ويُصاغ الوعي الجمعي للأجيال الجديدة على أساسه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.