حبست نفسها 25 عامًا.. قصة صادمة تُثير جدلًا في الجزائر

هل تخيلت يومًا أن رسوبًا في امتحان دراسي قد يتحول إلى سجنٍ اختياري يدوم ربع قرن؟ أن تُغلق باب الحياة خلفك، وتسكن الصمت داخل جدران مهجورة، كأنك تُعاقب نفسك عقابًا لا يُصدره قانون ولا يُصاغ في حكم؟ تلك اللحظة التي يتحول فيها الفشل العابر إلى عزلة أبدية، وكأن الحياة ذاتها لم تعد تستحق أن تُرى؟
قصة غريبة، بل صادمة، خرجت من ركام النسيان إلى واجهة النقاش العام في الجزائر، بعدما كشف الإعلام المحلي عن واقعة لم تعهدها مجتمعاتنا من قبل؛ فتاة سجنت نفسها طوعًا داخل منزلها طوال 25 عامًا، بسبب رسوبها في شهادة الباكالوريا.
مصادر إعلامية مطّلعة في الجزائر روت تفاصيل هذه الحادثة التي هزّت الرأي العام، ووصفتها بأنها أقرب إلى “الانتحار البطيء”، أو ربما أقسى صور معاقبة الذات، حيث اختارت فتاة شابة أن تنفصل كليًا عن العالم، بعد أن عجزت عن تحقيق ما حفرته في ذاكرتها، أملًا شخصيًا أو ربما حلمًا عائليًا.
كما أظهرت المقاطع المرئية المتداولة على صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ملامح المكان الذي حوّلته الفتاة إلى سجنٍ اختياري، حيث بدا كمنزلٍ قديم موحش، يكسوه الغبار وتعلوه شروخ الزمن، كأنه انعكاس حسي لحالة نفسية متصدعة، رسمت خطوطها سنوات العزلة والخذلان الذاتي.
وبحسب روايات المجاورين، فإن الفتاة لم تكن فقط معزولة عن الخارج، بل كانت تُقاوم كل محاولة للاقتراب منها، حتى من أقرب الناس إليها. ويقول بعضهم إنها كانت تُعنف من يحاول الحديث معها، بما في ذلك إخوتها الذين فشلوا مرارًا في إقناعها بعبور باب المنزل أو مجرد التواصل مع العالم الخارجي.
ورغم غرابة القصة، إلا أنها تفتح أبوابًا واسعة للتأمل في ضغوط المجتمع، وفكرة النجاح المرتبط بالمكانة، وأثر الإخفاق على النفوس الهشّة، لا سيما أنها فتحت باب التساؤلات على مصراعيه عمّا إذا كانت هذه الفتاة ضحية لحلم والديها، أم سجينة لتصورها الخاص عن الفشل.
بناءً على ذلك، طالبت بعض الأصوات الجماهيرية الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي السلطاتِ بفتح تحقيق في الواقعة، لا سيما مع المطالبة بتدخل الجهات المعنية للتواصل مع الفتاة أو السيدة الجزائرية، ومحاولة معالجتها من الأضرار النفسية الجسيمة التي لحقت بها على مدار ربع قرن من العزلة التامة.
وفي تعليقه على الحادثة، أكد أستاذ علم الاجتماع عبد الحميد صندوقي في تصريحات إعلامية أن التدخل النفسي العاجل قادر على معالجة مثل هذه الحالات، مشيرًا إلى أن فرص الشفاء تزداد كلما تم التحرك مبكرًا، وعدّ هذه الواقعة تجسيدًا واضحًا لحالات التباعد الاجتماعي، التي لطالما عانتها المجتمعات الغربية، لكنها بدأت تأخذ مكانها المؤلم في النسيج الاجتماعي العربي أيضًا، على حد قوله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.