ثورة 2 ديسمبر.. محطة مفصلية في الوعي الجمهوري وامتداد لثورتي سبتمبر وأكتوبر

ثورة 2 ديسمبر.. محطة مفصلية في الوعي الجمهوري وامتداد لثورتي سبتمبر وأكتوبر

وضعت ثورة الثاني من ديسمبر ملامح المواجهة الشاملة مع مليشيا الحوثي الإرهابية، لتكون بذلك محطة مفصلية في التاريخ الحديث، أعادت تعريف معركة اليمنيين مع المشروع الإيراني، ورفعت درجة الوعي بأهمية المعركة وضرورة الخلاص من أدوات إيران.

كانت حالة التشظي والخلافات التي أرهقت القوى السياسية والحزبية سببًا جوهريًا في تسلل المشروع الإيراني إلى جسد الدولة الوطنية، ومن شقوق هذه الخلافات تمدد الحوثيون تدريجًا حتى أسقطوا صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، ليدخل اليمن حينها، وحتى الآن، في دوامة من الأزمات العاصفة.

– تجديد للوعي الجمهوري

لم تكن ثورة الثاني من ديسمبر مجرد انتفاضة عابرة، بل كانت معركة وطنية خاضها اليمنيون بقيادة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ورفاقه لاستعادة الدولة من المشروع الإيراني، واستعادة كرامة وحرية اليمنيين التي سعت مليشيا الحوثي إلى استباحتها وزرع العنصرية والطائفية في أوساط المجتمع، تمامًا كما فعل أجدادهم الإماميون.

فالمليشيا السلالية بصورتها الجديدة لم تكن سوى أداة لتنفذ أجندة طهران في المنطقة من بوابة اليمن، وجعل صنعاء رهينة لقرار “ولاية الفقيه” وتحت وصايا الحرس الثوري الإيراني.

وجاءت فصول 2 ديسمبر كواحدة من ألمع صفحات النضال الوطني ضد المشروع الحوثي، بوصفه امتدادًا لنظام الإمامة السلالية التي ثار عليه اليمنيون في ثورة 26 سبتمبر المجيدة، كما كشفت محاولة “الإماميين الجدد” إعادة إنتاج النظام السلالي بوجه مختلف، متدثر بغطاء ديني وطائفي.

– ثورة من قلب العاصمة

انطلقت ثورة الثاني من ديسمبر عام 2017 من قلب صنعاء، عاصمة اليمنيين التاريخية التي شهدت صولات وجولات المواجهة مع مليشيا الحوثي في هذه الثورة، التي لم تتوقف عند حدود صنعاء فقط، بل امتدت إلى العديد من المحافظات التي استجابت لدعوة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، قائد هذه الملحمة الوطنية.

– مسار وطني

وهكذا تحولت ثورة الثاني من ديسمبر إلى مسار وطني في معركة استعادة الدولة اليمنية، وإلى درع للدفاع عن النظام الجمهوري وحمايته من الانقلابات والمشاريع الخارجية.

كما أعادت ثورة 2 ديسمبر إحياء المشروع الوطني المتمسك بالجمهورية والعدالة والمواطنة المتساوية، وذكّرت اليمنيين مجددًا بمعركتهم الكبرى المتمثلة في ضرورة التخلص من السلالة الإمامية.

وأرست هذه الثورة المجيدة، مداميك إعادة تشكيل الاصطفافات الوطنية، وتقريب مختلف القوى اليمنية على قاعدة “الجمهورية أولًا” كما جمعت ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر اليمنيين على هدف التحرر الوطني، وبذلك شكّلت ثورة 2 ديسمبر امتدادًا طبيعيًا لهاتين الثورتين المجيدتين، واستمرارًا لمسار الدفاع عن الدولة والجمهورية ومبادئهما.

– إعادة إحياء الوعي الجمهوري

الصحفي والناشط السياسي طاهر بشير، يقول في حديثه لـ”وكالة 2 ديسمبر”، إن ثورة الثاني من ديسمبر مثّلت إيقاظًا وتنبيهًا للشعب اليمني حتى لا ينسى التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، دفاعا عن الجمهورية والحرية والوحدة.

ويضيف بشير، أن الثاني من ديسمبر كان دعوة صادقة لليمنيين لمواصلة ثورتهم ضد بقايا الحكم السلالي الذي أسقط الدولة والجمهورية، في محاولة لإعادة نظام الإمامة بوجه جديد عبر الانقلاب الحوثي.

ويشير إلى أنه قبل ديسمبر 2017 كان كثير من اليمنيين ينظرون إلى ما يجري على أنه خلاف سياسي أو حزبي، لكن ثورة 2 ديسمبر كشفت أن المعركة وجودية بين مشروع يسعى لإعادة اليمن إلى حكم السلالة، وهو ما مثّلته مليشيا الحوثي بوضوح، وبين مشروع وطني يتمسك ببقاء الجمهورية، ما جعل الدفاع عن جوهرها ضرورة حين بدأ بالتعرض للسقوط.

ويختتم بشير بالقول: “لهذا فإن ثورة 2 ديسمبر تعد امتدادًا لثورتي سبتمبر وأكتوبر، لأنها جاءت دفاعًا عن الجمهورية، وأعادت إحياء روح التحرر الوطني والانتفاضة في وجه مشروعٍ إمامي جديد يسعى لإعادة اليمن واليمنيين إلى ما قبل عام 1962”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى