تقرير| تقنيات تجسس إسرائيلية للحوثيين.. شعارات العداء وإشارات التعاون الخفي

في مفارقة تثير الكثير من التساؤلات، كُشف مؤخرًا عن وجود تجهيزات تقنية إسرائيلية ضمن شحنة أسلحة إيرانية أرسلها الحرس الثوري إلى مليشيا الحوثي، وتم ضبطها من قِبل المقاومة الوطنية في البحر الأحمر.

المفارقة تكمن في التناقض الصارخ بين الشعارات التي يرفعها الحوثيون، والتي تتوعد إسرائيل بالموت والعداء، وبين هذا النوع من التعاون التقني الذي يعكس واقعًا مختلفًا تمامًا عن الخطاب العلني الذي تروجه الإرهابية.

الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، أعلن عن ضبط جهاز تجسس من صنع شركة “سيلبرايت” الإسرائيلية، ضمن الشحنة المهربة من قِبل الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين، مخصص لسحب البيانات والتجسس على خصوصيات المواطنين.

و”سيلبرايت” (Cellebrite) هي شركة إسرائيلية متخصصة في تقنيات استخراج وتحليل البيانات من الهواتف المحمولة والأجهزة الرقمية، وتُستخدم أدواتها بشكل واسع من قِبل وكالات أمنية وجهات إنفاذ القانون حول العالم.

هذا الكشف ليس الأول من نوعه. فقبل نحو أسبوعين، تداولت مصادر موثوقة معلومات موثقة عن مفاوضات سرية بين مليشيا الحوثي وممثلين عن شركة إسرائيلية تملك السفينة المحتجزة “جلاكسي ليدر”، بهدف التفاوض على إطلاق سراح الطاقم مقابل فدية مالية.

وبحسب المعلومات، دخل المفاوضون إلى صنعاء بتنسيق وتسهيلات من جهات قانونية محلية، وعُقدت اجتماعات مع قيادات حوثية، لكن الصفقة تعثرت بسبب مطالبة الحوثيين بمبلغ 10 ملايين دولار، مقابل عرض إسرائيلي لم يتجاوز المليوني دولار. لاحقًا، قصفت إسرائيل السفينة ودمرتها.

الأدلة على هذا التواطؤ السري لا تتوقف عند هذا الحد. ففي مارس 2016، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يستعرض مخطوطة نادرة من الإنجيل، عمرها 800 عام، جُلبت من اليمن ضمن مجموعة من اليهود اليمنيين الذين نُقلوا من صنعاء إلى إسرائيل في عملية وصفتها الصحافة الإسرائيلية بأنها “صفقة مباشرة مع الحوثيين”.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” وقتها، أن إسرائيل دفعت مبالغ مالية كبيرة لمليشيا الحوثي لتسهيل خروج 18 يهوديًا من العاصمة صنعاء، بترتيب مع الوكالة اليهودية للهجرة.

علنيًا، يحرص الحوثيون على تصدير صورة العداء المطلق لإسرائيل، ويطلقون الصواريخ الإيرانية كرسائل رمزية لهذا العداء؛ لكن في الكواليس، لا يبدو أن ذلك يشكل عائقًا أمام الصفقات السرية، طالما أنها تخدم مصالح الجماعة وتوفر مكاسب مالية أو سياسية.

الأكثر إثارة للانتباه أن هذا التعاون، رغم تضاده مع المعلن، يجد تفسيرًا أشمل في تشابهات عقائدية متجذرة، فكلٌّ من الحوثيين واليهود يتبنون سرديات دينية تستند إلى “الاصطفاء”، حيث يرى اليهود أنفسهم “شعب الله المختار”، بينما يدعي الحوثيون أنهم “أهل الاصطفاء الإلهي” كما يزعمون.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى