تقرير: انكشاف خيوط الدعم الخارجي للمليشيات… العمالقة تضبط شحنة تجسس خطيرة.. ما الدلالات؟


تلقت المليشيات الحوثية الإرهابية ضربة أمنية موجعة بعد أن تمكنت قوات الحملة الأمنية المشتركة في سواحل مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثانية عمالقة، من إحباط محاولة تهريب شحنة خطيرة من معدات الطائرات المسيّرة وأجهزة المراقبة والتجسس التابعة للمليشيات.

والعملية الأمنية التي نُفذت بإشراف ميداني مباشر كشفت عن واحدة من أكبر محاولات الإنقاذ العسكري التي لجأت إليها مليشيا الحوثي خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة فاشلة لإعادة بناء قدراتها التقنية والعسكرية بعد الضربات المتتالية التي تلقتها في جبهات القتال.

وضُبط القارب قبالة سواحل رأس العارة وعلى متنه ثلاثة من عناصر التهريب الذين حاولوا الفرار عند اقتراب القوات الأمنية، قبل أن يتم القبض عليهم في عملية خاطفة ومحكمة، وتبيّن من خلال التحقيقات الأولية أن القارب كان قادمًا من منطقة بحرية خارجية ويتجه إلى شواطئ خاضعة لسيطرة المليشيات بهدف تسليم المعدات لعناصر مرتبطة بأجهزة استخباراتية حوثية.

وسارعت القوات الأمنية إلى التنسيق مع النيابة الجزائية المتخصصة التي حضرت إلى موقع الضبط وأشرفت على عملية تحريز وتوثيق المضبوطات بشكل رسمي، وجرى نقل القارب والمضبوطات إلى أحد المراكز الأمنية المتخصصة في محافظة لحج لاستكمال الإجراءات القانونية والتحقيق مع المتورطين لكشف الجهات الداعمة والممولة.

وتمثل هذه العملية واحدة من أهم الإنجازات الأمنية في المرحلة الراهنة، نظرًا لطبيعة المضبوطات وخطورتها العسكرية على الأمن القومي والإقليمي.

*مضبوطات تكشف حجم الدعم الخارجي للمليشيات*

و أظهرت نتائج الفحص أن الشحنة كانت تتضمن معدات متطورة للطيران المسيّر، أبرزها كاميرات عالية الدقة قادرة على التصوير الليلي والنهاري، تُستخدم في مهام الاستطلاع والتصوير الجوي العسكري.

كما احتوت على أجهزة اتصال لاسلكي بعيدة المدى وأدوات تحكم عن بُعد تتيح تشغيل الطائرات المسيرة من مسافات كبيرة، في مؤشر واضح على سعي المليشيات للحصول على تقنيات أكثر تطورًا من قدراتها السابقة.

وضُبطت أيضًا رقائق إلكترونية دقيقة، وأجهزة تتبع GPS، وبطاقات نظام تحديد المواقع العالمي، وهي من المعدات التي تعتمد عليها المليشيات في تحديد الأهداف وتوجيه الطائرات المسيرة نحو مواقع عسكرية أو مدنية، كما تضمنت الشحنة وحدات تحكم إلكترونية متقدمة (Flight Controllers) وأنظمة ملاحية متكاملة، إضافة إلى بطاريات طاقة عالية السعة ومحولات كهربائية دقيقة تستخدم في تشغيل أنظمة الطيران المسيّر لفترات طويلة.

وشملت المضبوطات كذلك قطعًا إلكترونية وألياف كربونية ومكونات ميكانيكية تدخل ضمن مراحل تصنيع الهياكل للطائرات المسيّرة، وتكشف طبيعة هذه المكونات عن مستوى عالٍ من التنظيم والتنسيق، وتؤكد أن العملية لا تقتصر على مجرد تهريب عشوائي بل تمثل امتدادًا لشبكات دعم وتمويل خارجية مرتبطة بإمداد المليشيات الحوثية بالمعدات العسكرية المتطورة.

*إشادة رسمية:*

وأشاد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي والمشرف العام على ملف الأمن ومكافحة الإرهاب، عبدالرحمن المحرمي، بالإنجاز الأمني النوعي الذي حققته قوات الحملة الأمنية المشتركة في المضاربة بلحج، مؤكدًا أن ما تم يعد نموذجًا مشرفًا للجهود الوطنية في مكافحة الإرهاب والتهريب.

وأوضح أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة نجاحات تحققت بفضل التنسيق الفاعل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.

وشدد المحرمي على أهمية مضاعفة الجهود الأمنية لمراقبة السواحل الجنوبية التي تحاول المليشيات استغلالها كمنفذ لتمرير الأسلحة والمعدات التقنية القادمة من الخارج. وأكد أن إحكام السيطرة على هذه المنافذ يمثل خطوة استراتيجية في خنق شريان الإمداد الحوثي وتجفيف منابع تهريب السلاح.

كما دعا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية في المحافظات الجنوبية لمواجهة التحركات المشبوهة التي تستهدف ضرب الاستقرار وإعادة تموضع المليشيات بعد فشلها الميداني، مشيرًا إلى أن العيون الساهرة في لحج أثبتت يقظتها وقدرتها على إحباط أخطر العمليات التي كانت ستنعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي.

*محاولات يائسة لانقاذ الحوثي*

وتأتي هذه العملية لتؤكد حجم اليأس الذي تعيشه مليشيا الحوثي في ظل تصاعد الخسائر التي مُنيت بها في جبهات القتال، وتراجع قدراتها العسكرية نتيجة الضربات المركزة التي استهدفت بنيتها القتالية خلال العامين الماضيين، وتكشف محاولة تهريب هذه الشحنة عن سعي حثيث لإعادة تأهيل منظومات الطيران المسيّر التي تمثل أحد أعمدة قوتها الهجومية والإرهابية.

وتفيد التقارير الاستخباراتية أن المليشيات كثّفت خلال الأشهر الأخيرة محاولاتها لاستقدام تقنيات جديدة من الخارج عبر شبكات تهريب بحرية متخصصة، تعمل تحت غطاء تجاري وبمساعدة خبراء أجانب، ويؤكد ضبط هذه الشحنة أن تلك المساعي لم تعد خافية على الأجهزة الأمنية التي باتت أكثر قدرة على رصدها وتفكيكها قبل وصولها إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

ويُنظر إلى هذه العملية كضربة استباقية لإحباط أي تصعيد عسكري كانت المليشيات تخطط له باستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف مناطق مأهولة بالسكان أو منشآت حيوية في المحافظات المحررة.

ويضيف فشل الحوثيين في تمرير هذه المعدات إلى سلسلة إخفاقاتهم المتكررة التي تهزّ صورتهم أمام داعميهم الإقليميين، وتؤكد أن محاولات إنقاذهم عسكريًا أصبحت عبثية في ظل يقظة الأجهزة الأمنية الجنوبية.

*تنسيق ميداني واستخباراتي :*

وتعكس العملية مستوى غير مسبوق من التنسيق بين وحدات الأمن البحري والاستخبارات العسكرية والفرقة الثانية عمالقة، الذين نفذوا المهمة بدقة واحترافية عالية.

وجاءت العملية بناء على معلومات استخبارية دقيقة تم جمعها على مدى أسابيع، ورصدت تحركات القارب منذ لحظة دخوله المياه الإقليمية اليمنية وحتى لحظة اعتراضه في سواحل رأس العارة.

و أوضحت مصادر أمنية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العناصر المقبوض عليهم مرتبطون بشبكة تهريب واسعة تمتد إلى خارج البلاد، وتعمل على نقل المعدات الحساسة لصالح الحوثيين مقابل مبالغ مالية ضخمة، كما يجري العمل حاليًا على تحليل الأجهزة الإلكترونية المصادرة لمعرفة مصدرها الأصلي والمسارات التي سلكتها حتى وصلت إلى المياه اليمنية.

وتعمل الأجهزة الأمنية على تنسيق الجهود مع الجهات القضائية المختصة لضمان سرعة استكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين، في وقت تتواصل فيه عمليات المراقبة والرصد البحري لتعقب أي نشاط مشابه في السواحل الممتدة بين باب المندب والمهرة.

*انعكاسات أمنية واستراتيجية*

و تمثل هذه العملية نقلة نوعية في مسار مكافحة تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية، وتؤكد أن الأجهزة الأمنية الجنوبية باتت تمتلك خبرة واسعة في تتبع أساليب التهريب والتخفي البحري التي تعتمدها تلك الشبكات.

كما أنها تُعد رسالة حازمة للداعمين الخارجيين الذين يحاولون تمرير الدعم العسكري للمليشيات تحت غطاء إنساني أو تجاري.

و كشفت العملية أيضًا عن مدى خطورة الدعم التقني الذي تحاول المليشيات الحصول عليه لتطوير طائراتها المسيّرة التي استخدمتها في استهداف المدنيين والمرافق الاقتصادية في الداخل والخارج، فإحباط تهريب هذه الشحنة يعني قطع أحد أهم شرايين الإمداد التي تعتمد عليها المليشيات في حربها المستمرة ضد الشعب .

ويُجمع المراقبون على أن استمرار هذه العمليات النوعية من شأنه أن يُضعف قدرات المليشيات على المدى الطويل ويحدّ من خطرها على الأمن الإقليمي، كما يبعث برسالة واضحة بأن السواحل الجنوبية باتت تحت سيطرة أمنية محكمة وأن زمن التهريب الحوثي عبر البحر قد ولى إلى غير رجعة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى