تعهد الحكومة.. فرصة أخيرة أمام غضب الجنوب

رأي المشهد العربي
“نعدكم أن الحكومة لن تبيع الأوهام وستعمل بكل السبل الممكنة على تحسين الخدمات الأساسية“.. تلك رسالة أصدرها رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك خلال الاجتماع الأول لمجلس الوزراء في العاصمة عدن.
رسالة رئيس الحكومة تأتي في توقيت مهم، فهي تتزامن مع معاناة غير مسبوقة للجنوبيين في ظل حرب الخدمات المستعرة والتي تتخذ وتيرة متسارعة بشكل كبير.
تعهد الحكومة من التزام بتحسين الخدمات أمرٌ لا يمكن أن يدغدغ أوجاع الجنوبيين ومعاناتهم من حرب الخدمات التي تتفاقم مع مرور الوقت ويتخللها تزايد في حجم الأعباء.
حجم الأعباء التي تضرب الجنوب في الوقت الحالي، تجعل الكرة في ملعب الحكومة التي ستخضع سياساتها للمراقبة والتقييم، وبيان مدى التزامها بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب.
الأنظار ستتوجه بشكل كبير لما ستفعله الحكومة في الفترة المقبلة، وسط ترقب حول ما إذا كانت هذه الحكومة ستحقق تغييرًا حقيقيًا أم أنها ستعيد إنتاج دوامة الوعود التي أرهقت الناس وأشعلت غضبهم.
هذا الترقب الجنوبي يأتي بالنظر إلى أن حرب الخدمات لم تعد مجرد أزمة كهرباء أو شح في الوقود والمياه، بل تحولت إلى أداة ضغط ممنهجة تستهدف إنهاك الجنوب وكسر إرادته.
إزاء هذا الاستهداف الوجودي والخطير، فإن تعهدات الحكومة قد تكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإثبات الجدية، وإلا فإن صبر الشارع الجنوبي الذي يرزح تحت وطأة المعاناة قد ينفجر في أي لحظة.
لكن على الأرض، تبدو المؤشرات الأولية لا تزال ضبابية، ولا وجود بعد لخطة عمل واضحة أو إجراءات عاجلة تعكس نية حقيقية في وقف الانهيار المعيشي، وهذا ما يزيد من وتيرة التشكيك، ويعزز المخاوف السائدة بأنّ الحكومة الجديدة قد تكون امتدادًا للنهج السابق الذي وُلدت من رحمه الأزمات لا من رحم الإصلاح.
في الجنوب، لم يعد الشارع يطلب وعودًا، بل نتائج ملموسة، كما أن المزاج الشعبي آخذ في التحول من الترقب إلى الرفض، ومن الصبر إلى الانفجار، فالمواطن لم يعد يرى في صموده بطولة، بل عبئًا مستمرًا بلا مقابل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.