تشابي ألونسو.. ملامح ثورة تكتيكية واقعية في ريال مدريد (تحليل)

يستعد تشابي ألونسو لخوض التحدي الأكبر في مسيرته التدريبية القصيرة، عندما يتولى قيادة ريال مدريد، أحد أكبر أندية العالم، وسط موسم استثنائي ينطلق مباشرة بالمنافسة على لقب كأس العالم للأندية، ومن دون فترة إعداد.

ورغم أن قدومه لا يعني ثورة كاملة، إلا أن بصمته التكتيكية ستكون حاضرة، خاصة لفريق يحتاج بوضوح إلى إعادة تنظيم على مستوى البنية والأسلوب.

ألونسو يبحث عن لعب كرة قدم حديثة

“نريد أن نلعب كرة قدم حديثة: كثافة عالية، عقلية قوية، ونشاط دائم”، بهذه الكلمات قدّم ألونسو فلسفته منذ توليه تدريب باير ليفركوزن، ولا يبدو أنه سيتراجع عنها بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في ألمانيا.

تغيير في الهوية التكتيكية

أحد أبرز التغييرات المنتظرة مع ألونسو هو التحول إلى نظام بثلاثة مدافعين في الخلف، كما اعتاد في ليفركوزن، عبر خطة 1-3-4-2-1 أو أحيانًا 3-4-3، مع مرونة تكتيكية كبيرة عند خسارة الكرة، حيث يتحول الفريق إلى خط دفاعي مكون من أربعة أو خمسة لاعبين. هذه المرونة تساعد في التأقلم مع مواقف اللعب المختلفة وتمنح الفريق توازنًا بين الدفاع والهجوم.

الظهيران في هذا النظام، كما ظهر مع فريمبونج وجريمالدو، يمثلان حجر الزاوية في البناء الهجومي والدفاعي، إذ يتقدمان لخلق العرضيات والفرص، ويتراجعان لتأمين الخط الخلفي. هذا التغيير قد يفرض تحديات في تحديد أدوار بعض نجوم الفريق مثل كارفاخال وفالفيردي، ويثير تساؤلات حول مدى قابلية اللاعبين للتكيف مع أدوار جديدة.

مرونة في التشكيل.. لا جمود في الفكر

رغم ميوله الواضحة للنظام الثلاثي، لا يتمسك ألونسو بشكل جامد بتشكيل واحد، بل يعتمد على الواقعية والتكيف مع الخصم والموقف. ففي الموسم الماضي، استخدم تشكيله المفضل في 28 مباراة فقط من أصل 52، فيما لجأ إلى تنويعات مثل 1-3-5-2، 1-4-2-3-1، و1-4-4-2. وغالبًا ما واجه الفرق الكبيرة كالإنتر وبايرن وأتلتيكو مدريد بدفاع رباعي.

الرسالة واضحة: النظام وسيلة وليس غاية، وألونسو مدرب يعرف كيف يطوع أدواته بحسب متطلبات المباراة.

الضغط العالي.. حجر الأساس في فلسفة ألونسو

من أهم ما يميز فلسفة ألونسو هو الإصرار على الضغط العالي والمبكر، بعكس النهج الأكثر تحفظًا الذي اتبعه أنشيلوتي، خاصة في آخر مواسمه. يحتل ليفركوزن بقيادة ألونسو أحد أعلى معدلات الضغط في الدوريات الأوروبية، حيث يتم تنفيذ أكثر من 12 سلسلة ضغط في المباراة، نصفها تقريبًا في آخر 40 مترًا من الملعب.

هذه المقاربة تعكس رغبة واضحة في الاستحواذ الفعّال والسيطرة الميدانية من خلال افتكاك الكرة بسرعة، لكنها تتطلب لياقة بدنية عالية وتنسيقًا تكتيكيًا دقيقًا، وهو ما سيكون تحديًا كبيرًا في غرفة ملابس ريال مدريد الممتلئة بالنجوم.

من العشوائية إلى التنظيم الهجومي

أنشيلوتي اعتمد على الحرية الفردية في الثلث الأخير، مستندًا على موهبة اللاعبين لحل المواقف، لكن ألونسو يتبنى الهجوم المنظم والتحرك الجماعي. يتم بناء اللعب عنده من الخلف، مع تمريرات مركزة، تشكيل مثلثات، وجذب المنافسين ثم ضرب خطوطهم بتمريرات عمودية ذكية.

في ليفركوزن، لعبت التمريرات النوعية والتغييرات في الوتيرة دورًا محوريًا في خلق الفرص، بينما كان الظهيران والمهاجم المتأخر من أهم أدوات الاختراق. طريقة اللعب هذه تُمكن الفريق من الاستحواذ الحقيقي، وليس الشكلي، على الكرة.

الاستحواذ الهجومي.. أداة للتهديد وليس للزينة

ألونسو لا يريد فقط السيطرة على الكرة، بل أن تكون وسيلة لخلق الخطر. في ليفركوزن، سجل الفريق معظم أهدافه بعد فترات من الاستحواذ المكثف في الثلث الأخير، وبلغ متوسط نسبة الاستحواذ في هذه المنطقة 68%، ما وضعه ضمن الخمسة الأوائل في الدوريات الكبرى.

لكنه لا يغفل أهمية التحول السريع في الحالة الدفاعية، حيث سجّل الفريق أيضًا عددًا كبيرًا من الأهداف بعد استرداد الكرة مباشرة، ما يعكس التكامل بين الاستحواذ والتحولات.

ألونسو يحمل مشروعًا لا مجرد خطة

تشابي ألونسو لن يكون مجرد بديل لأنشيلوتي، بل ناقل لفلسفة جديدة تجمع بين الحداثة والواقعية. مشروعه في ريال مدريد لن ينجح إلا إذا استطاع تكييف النجوم مع هذه الأفكار، وبناء منظومة متماسكة داخل الملعب وخارجه. لكن الموهبة وحدها لا تكفي، كما قال هو نفسه: “نعرف ما نريد أن نفعله، لكن الأمر يتوقف على جودة اللاعبين. فبعض الأمور لا يمكن تدريبها، بل تُولد بالفطرة”.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة كورة بلس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من كورة بلس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى