“تحت سقف التعاسة”.. كتاب يكشف أسرار الانسجام والتوافق

في مسلسل “الحب وأشياء أخرى” الذي عٌرض عام 1986، طرح الكاتب والسيناريست المصري أسامه أنور عكاشه قضية بدت صادمة آنذاك، وهي أن الحب وحده لا يكفي لنجاح الزواج، وأن استمرار البيوت في منأى بعيدا عن شبح الطلاق يعتمد على أشياء أخرى لا تقل أهمية عن المشاعر. 

وبعد مرور نحو 40 عاما، يطرح الباحث د. يحيى موسى قضية شبيهة ومثيرة للجدل عبر كتابه “تحت سقف التعاسة – بيوت لا تفتقر إلى الحب” الصادر عن دار “بيت الحكمة” في القاهرة، والذي يتضمن رؤى ونظريات مستقاة من علوم النفس والاجتماع والتربية. 

ينفي المؤلف فكرة رائجة عبر منشورات التواصل الاجتماعي خلاصتها أن “الحب حل لكل تعاسة”، مشيرا إلى أن العاطفة بكل نقائها وذكائها وحنانها لا تجلب السعادة بالضرورة، وإنما لا بد أن نحافظ على قنوات تفاهم واتصال، ونفتح قلوبنا للطرف الآخر. 

هنا فقط يتحقق حلم البيت الهانئ المستقر، عبر عقل متفتح وقلب مفتوح ومرحب بالآخر. 

ويكمن الخطر حين نرى الطرف الآخر تهديدا ومنافسا وكأن حلمه الشخصي يخصم بالضروة من فرصة نجاحنا أو يقتطع من وقته المخصص لنا، وبالتالي علينا أن نسلك طرق التفاهم والتعاون في صيغة مشتركة تجمع بين العقلانية ودفء المشاعر.

ومن تحليل المؤلف لجوهر مشكلة التعاسة، وصل إلى  افتراض أن عجز الحب عن التعبير عن نفسه يعني أننا بإزاء مشكلة أخرى تتمثل في “غياب الانسجام” بين الطرفين، وكي نربح معركة السعادة لا بد من الاستعانة بسلاحي “التوافق” و”التناغم” بينهما. 

والمؤكد أنه كي نتمكن من تحقيق “الانسجام” بيننا وبين الآخر، لا بد أن نمتلك إدراكا حقيقيا لذواتنا ورؤية حقيقية لطبيعة الآخر، إذ كيف نحقق الانسجام بين صورتين زائفتين أو خادعتين؟!

فيما يتعلق بالآخر، لا بد أن نمنحه عقلا متفتحا يتمتع بفضول الاستطلاع لكنه لا يخضع إلى الأحكام المسبقة، ولا يرغب في التحكم والسيطرة، حيث يتأتى ذلك من خلال مشاركة اجتماعية ومرونة في التواصل واستماع نشط.

ويسستشهد المؤلف بأبيات للشاعر المصري صلاح عبد الصبور من مسرحيته الشعرية الشهيرة “مأساة الحلاج” يرى فيها دليلا موجزا لحيازة عقل متفتح وقلب مفتوح ومرحب بالآخرين: “لا تبغ الفهم …اشعر وأحسنْ/ لا تبغ العلم…تعرفْ/ لا تبغ النظر…تبصرْ”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى