تحالف الحوثي والإخوان.. ولادة جديدة للإرهاب في عباءة السياسة

يشكّل تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن أحد أخطر فروع التنظيم الدولي، لما يتمتع به من شبكات تمويل وتسليح واسعة وارتباطات إقليمية تمتد من تركيا وقطر إلى القرن الإفريقي. ووفقًا لتقارير سرّية لقيادات التنظيم في تركيا، فقد تم مؤخرًا دمج الجناح اليمني للإخوان مع فروع التنظيم في الصومال والقرن الإفريقي، ضمن خطة تهدف إلى توسيع النفوذ العسكري والسياسي للتنظيم في المنطقة.
في عام 2011، وبعد تصاعد نشاط الإخوان وتبنيهم لما سُمّي بثورة إسقاط النظام، أُعلن عن تأسيس تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي كواجهة مسلحة للإخوان في اليمن. استخدم الإخوان هذا التنظيم كذراع ميدانية لتنفيذ عمليات مسلحة ضد وحدات الجيش اليمني الموالية للنظام السابق، حتى تمكنوا من إسقاط ألوية عسكرية في البيضاء ورداع وعمران وأرحب ومأرب والجوف وصعدة.
وخلال تلك الفترة، تولّت جامعة الإيمان التابعة لعبدالمجيد الزنداني الإشراف الفكري والتجنيد العقائدي لعناصر التنظيم، حيث مثّل معسكر أرحب أحد أبرز مراكز تدريبهم، وضمّ ما يقارب ألف عنصر جرى استخدامهم في عمليات اغتيال وحماية القيادات الإخوانية كعبدالمجيد الزنداني وعلي محسن الأحمر، إضافة إلى مهام أخرى لا يرغب التنظيم في الظهور خلفها مباشرة.
وبعد سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على شمال اليمن عام 2014، فرّ مسلحو أنصار الشريعة إلى مأرب وتعز والبيضاء، ثم إلى مناطق الجنوب، وخاصة المرتفعات الرابطة بين البيضاء وأبين وشبوة، وبين مأرب وحضرموت. وقد تم ذلك بتسهيلات من الجيش الخاضع لسيطرة الإخوان، الأمر الذي أسهم في توسّع التنظيم وزيادة عملياته بعد عام 2015، حيث نفذ العشرات من العمليات الانتحارية ضد القوات الجنوبية.
وكما تؤكد تسجيلات تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، فإن معظم منفذي العمليات الانتحارية كانوا يحملون أسماء وكنى من مناطق شمالية، خصوصًا من صنعاء، ما يثبت أن المعقل الفكري للإرهاب هو جامعة الإيمان التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وكانت آخر تلك العمليات الهجوم الانتحاري الفاشل في منطقة المحفد بمحافظة أبين، الذي استهدف مركزًا للقوات الجنوبية ونفذه عناصر إخوانية من محافظات شمالية.
وتشير تقارير بحثية إلى أن تمويل تنظيم أنصار الشريعة منذ تأسيسه على يد ناصر الوحيشي عام 2011 تم عبر دعم قطري قُدّر بمليار دولار سنويًا خلال الأعوام (2011–2014). ولا يُستبعد أن الدعم تضاعف بعد تدخل التحالف العربي ومشاركة القوات الجنوبية في تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، في ظل العداء الإخواني المتنامي تجاه السعودية والإمارات، وسعي قطر لمد نفوذها داخل اليمن عبر دعم تحالف غير معلن بين الإخوان والحوثيين في إطار التقارب الإخواني–الإيراني.
إلا أن نشاط تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي تصاعد بشكل لافت خلال العامين الماضيين، خاصة بعد تحالف غير معلن بين مليشيا الحوثي الإرهابية وأنصار الشريعة التابع للإخوان المسلمين. حيث جرى تحويل سجون الحوثيين إلى مقرات لإعادة بناء الفكر الإرهابي تحت شعار مزعوم هو “طرد الاحتلال الأجنبي من الجنوب”. وقد لوحظ تشابه واضح في الخطاب الدعائي (البروباغندا) بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، فكلاهما يدّعي أن عملياته الإرهابية تهدف إلى “الانتصار لفلسطين”، في حين تتصاعد قدرات التنظيم الإعلامية ووحدة خطابه العدائي تجاه التحالف العربي والمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية.
هذا التناغم أطلق عليه الحوثيون اسم “تحالف الضرورة”، وهو ما مكّن الطرفين من توظيف بعضهما لخدمة أهداف متبادلة، أبرزها ضرب القوات الجنوبية وتقويض الاستقرار في المحافظات المحررة. ويأتي ذلك في سياق التنسيق الأعمق بين إيران وتنظيم القاعدة، إذ تشير تقارير استخباراتية إلى أن القاعدة بزعامة الزرقاوي كانت قد أنشأت معسكرات تدريب في إيران عام 2003 أثناء غزو العراق، وأن أمير التنظيم الحالي سيف العدل يقيم في إيران منذ مقتل أيمن الظواهري عام 2022.
وتكشف هذه المعطيات عن حالة من التجانس والتقاطع بين الحوثيين والقاعدة والإخوان، حيث لم تُسجّل خلال السنوات الأخيرة أي عمليات للقاعدة ضد الحوثيين في مناطق الشمال، كما لم تُنفّذ أي هجمات ضد الألوية التابعة للإخوان في مأرب وتعز. في المقابل، تركزت كافة العمليات الإرهابية لأنصار الشريعة والقاعدة ضد القوات الجنوبية، العدو الأبرز لمشروع الإخوان في اليمن.
ويهدف تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن من دعم نشاط أنصار الشريعة الإرهابي في الجنوب إلى فرض واقع سياسي موازٍ عبر تمكين التنظيم من الظهور كقوة أمر واقع، تمثّلها سياسيًا واجهة جديدة باسم “حزب التحرير والتغيير” الذي تم إشهاره مؤخرًا في وادي حضرموت. ويُعتقد أن هذا الحزب ليس سوى غطاء سياسي لذراع الإخوان المسلحة، في محاولة مكشوفة لاستنساخ التجربة السورية، حيث حوّل التنظيم هناك فصائله المسلحة إلى كيانات سياسية تحت عناوين “التحرير” و“الإنقاذ”، تمهيدًا لشرعنة وجوده وتهيئة نفسه لأي تسوية قادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








