في واقعة نادرة أثارت دهشة العلماء، أعلنت حديقة حيوان سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية عام 2021 عن وفاة أقدم أفعى في العالم تعيش في الأسر، من نوع الثعبان الكروي، عن عمر 62 عامًا. والمفاجأة أن الأفعى كانت قد وضعت مجموعة من البيوض الصالحة للتفقيس قبل عام من وفاتها، رغم أنها لم تتواصل مع أي ذكر منذ أكثر من 15 عامًا.

وفي عام 2020، فوجئ الحراس في الحديقة حين اكتشفوا أن الأفعى قد وضعت بيوضًا، وهو أمر نادر للغاية لثعبان في عقده السادس. والأغرب من ذلك أن العلماء لم يعرفوا كيف حدث ذلك. 

وتُعرف الأفاعي الكروية أيضًا باسم “الأفاعي الملكية”، وموطنها الأصلي سهول أفريقيا الوسطى  والغربية، ويبلغ متوسط عمرها في الأسر نحو 30 عامًا فقط، ما يجعل هذه الأنثى استثناءً فريدًا في طول العمر والخصوبة.

 وقال مارك وانر، مدير قسم الزواحف في الحديقة وقتها “من المؤكد أنها الأفعى الأكبر سنًا التي نعرفها في التاريخ، خصوصًا بعد أن وضعت بيوضًا بهذا العمر”.

وبحسب بيان من الحديقة نُشر على موقعها، فقد توفيت الأفعى في عام 2021 وفاة طبيعية. ومع ذلك، تركت وراءها إرثًا صغيرًا؛ إذ فقست بيضتان من بيوضها، ونجا أحد الصغار. وأن الحديقة تعمل مع باحثين جامعيين لتحديد ما إذا كانت هذه الحالة تمثل فعلاً ظاهرة “التوالد العذري” أي “الولادة دون تزاوج”.

والتوالد العذري وهو شكل من التكاثر اللاجنسي حيث يتطور البيض إلى جنين دون تلقيح من ذكر. ويحدث ذلك عندما يندمج البيض مع بقايا خلايا تُعرف بـ”الأجسام القطبية” الناتجة عن عملية إنتاج البويضات، مما ينتج نسلاً مشابهًا للأم جينيًا ولكن ليس نسخة مطابقة، وغالبًا ما تكون جميع المواليد إناثًا.

ورغم أن العلماء كانوا يعتقدون سابقًا أن التوالد العذري ظاهرة نادرة، إلا أنه بات معروفًا الآن في أكثر من 80 نوعًا من الحيوانات، من بينها بعض الزواحف والطيور وأسماك القرش والحشرات. كما أن بعض الأنواع يمكنها تخزين الحيوانات المنوية لسنوات طويلة واستخدامها لاحقًا عند توفر الظروف المناسبة.

وسواء كانت حالة الأفعى في سانت لويس “ولادة عذرية” حقيقية أو نتيجة تخصيب مؤجل، فإن قصتها تبقى لغزًا علميًا مدهشًا لأفعى حطمت التوقعات في العمر والقدرة على الحياة.