بعد عقدين من مقتله.. إحياء إرث أكثر شعراء العراق غموضاً

بعد عقدين من مقتله.. إحياء إرث أكثر شعراء العراق غموضاً

بعد مرور عقدين على مقتل الشاعر محمود البريكان، أحد أكثر شعراء العراق غموضًا، شهدت سيرته في الآونة الأخيرة حضورًا قويًا في الأوساط الثقافية، عقب جمع أعماله الشعرية التي ظلت لعقود محاطة بالغموض والعزلة كصاحبها.

واحتفى “بيت المدى للثقافة والفنون” في العاصمة بغداد مؤخرًا، من خلال جلسة أدبية بالشاعر البصري البريكان، بمناسبة صدور أعماله الشعرية الكاملة للمرة الأولى، لاستذكار مسيرة الشاعر الذي عُرف بعزلته، وعزوفه عن الظهور الإعلامي والنشر لسنوات طويلة.

وتطرق القائمون على إدارة الجلسة إلى سيرة الشاعر وإرثه الأدبي الذي ظل جزء كبير منه غائبًا، رغم المساعي من قبل شخصيات عراقية لتتبع هذا الإرث، ومحاولة إخراجه إلى النور لسنوات طويلة.

ويعتبر الأدباء والنقاد أن صدور أعمال البريكان، الذي توفي مطلع القرن الحالي، إنجازًا مهماًَ لقرّاءة تجربة هذا الشاعر الذي عاصر كبار الشعراء أمثال بدر شاكر السياب، إلا أنه لم يحظَ بذات المكانة في زمانه، وهو ما يعزوه البعض لعزلته، وتعمده عدم نشر أعماله الأدبية.

ومن شأن إصدار أعمال الشاعر أن يعيد حضوره مجددًا في المشهدين الشعريين العراقي والعربي، ويسلط الضوء، بشكل أوسع، على أعماله بعد توافر المادة الأدبية كاملة.

وكانت دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار قد أصدرت، قبل أشهر، قليلة أعمال البريكان كاملة، بجزأين، يضم الجزء الأول 614 صفحة، والجزء الثاني 616 صفحة.

وصدر هذا الكتاب بجزأيه بعد جهود لمجموعة من الكتاب والنقاد وبمساعدة أفراد من أسرة الشاعر لتوثيق أعماله التي امتازت بلغة فلسفية تحتاج إلى إعادة قراءة وتأمل.

أعمال الشاعر العراقي البريكان

والبريكان من مواليد مدينة البصرة سنة 1931، درس في جامعة بغداد، وتخرج في كلية الحقوق، وامتهن تدريس اللغة العربية في العراق، وبعض مدارس الكويت حتى تقاعده.

عُرف البريكان بأنه شاعر الفكرة والوجود والعقل، نُشرت له في حياته العديد من الأعمال الشعرية في الصحف والمجلات العراقية، إلا أن جزءًا كبيرًا ظل حبيس الغياب، وعدم النشر.

وتعد فترة الخمسينيات والستينيات فترة ذهبية لنشر قصائد البريكان، تبعها صمت طويل وعزلة عن الظهور والنشر، وليس عن كتابة الشعر.

كما نُشر للبريكان ملف بعنوان (عوالم متداخلة) في مجلة (الأقلام) 1993، وملف آخر 1998، إضافة إلى عمل نشره الشاعر عبد الرحمن طهمازي دراسة ومختارات ضمت 12 قصيدة فقط (سيادة الفراغ: محمود البريكان) 1989، وعمل آخر نشره باسم المرعبي (متاهة الفراشة) 2003 ضم 70 قصيدة.

أخبار ذات علاقة

الشاعر الراحل إسكندر حبش

قاوم السرطان بالقصيدة.. من هو الشاعر اللبناني الراحل إسكندر حبش؟

ومن أشهر أعمال البريكان الأدبية: (حارس الفنار)، (أسطورة السائر في نومه)، (الطارق)، (بكاء الأجنة)، وقصيدته الشعرية الطويلة (أعماق المدينة) التي كتبها العام 1951، وقيل إنها نالت إعجاب الشاعر السياب الذي سمعها حينها وكانت شرارة لكتابة قصيدته الشهيرة “حفار القبور” التي استلهمها منها.

وفي شباط/فبراير 2002، فارق البريكان، أحد رواد الشعر العراقي الحديث، الحياة طعناً بالسكين داخل منزله في منطقة الزبير الذي اقتحمه شاب، وصُنفت الجريمة بأنها جريمة سطو مسلح.

ويرى مثقفون أن قصيدة “الطارق”، التي كتبها البريكان العام 1984، تحاكي طريقة وفاته، وربما استشعر الشاعر الصامت موته بهذه الطريقة مبكرًا.

وتقول القصيدة:

“من الطارق المتخفي؟

 ترى؟ شبح عائد من ظلام المقابر؟

صيحة ماضٍ مضى وحياة خلت أتت تطلب الثأر؟

روح على الأفق هائمة أرهقتها جريمتها أقبلت تنشد الصفح والمغفرة؟

سول من الغيب يحمل لي دعوة غامضة ومهراً لأجل الرحيل؟”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى