بعد المقال الصادم.. هل مبابي أفضل من كريستيانو رونالدو؟

أثارت مقارنة طرحتها صحيفة “آس” الإسبانية مؤخرًا جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، حيث أشارت إلى أن المعدلات التهديفية للنجم الفرنسي كيليان مبابي في بداية مسيرته مع ريال مدريد تتفوق على تلك التي سجلها الأسطورة كريستيانو رونالدو. 

هذا الطرح، ورغم بريقه الإحصائي اللحظي، يبدو سطحيًّا ويتجاهل عمدًا الفوارق الجوهرية التي تجعل من هذه المقارنة أمرًا غير منطقي في الوقت الحالي.

 

سياق مُضلل وأرقام خادعة

الفارق الأول والأكثر أهمية يكمن في سياق الفريقين، انضم مبابي إلى ريال مدريد وهو بطل أوروبا، فريق متكامل ومدجج بالنجوم، ويمثل القوة المهيمنة على الساحة الكروية. 

في المقابل، وصل كريستيانو رونالدو في عام 2009 إلى فريق يكافح للخروج من ظل جيل برشلونة التاريخي بقيادة بيب غوارديولا وليونيل ميسي، لقد حمل رونالدو على عاتقه مهمة إعادة بناء عقلية الانتصار في النادي وتحدى هيمنة كانت تبدو مطلقة، وهو عبء لم يواجهه مبابي.

أخبار ذات علاقة

كريستيانو رونالدو بالزي السعودي

كريستيانو رونالدو وجيسوس يحتفلان باليوم الوطني السعودي (فيديو)

الاستمرارية.. معيار العظمة الحقيقي

تمثل الاستمرارية حجر الزاوية في تقييم عظمة أي لاعب. المقارنة بناءً على أداء مبابي في بضع مباريات هي قراءة مجتزأة لا تعكس الصورة الكاملة. إن ما يميز رونالدو ليس فقط غزارة أهدافه، بل قدرته على الحفاظ على معدلات تهديفية خارقة للعادة لأكثر من عقد من الزمان، استمرارية رونالدو الأسطورية وقدرته على البقاء في القمة هي حالة فريدة تُدرس في عالم الاحتراف. لا يزال أمام مبابي ما لا يقل عن 15 عامًا ليثبت أنه يمتلك القدرة ذاتها على العطاء المتواصل.

أخبار ذات علاقة

لامين يامال وكريستيانو رونالدو

هل يتسبب كريستيانو رونالدو في حرمان لامين يامال من جائزة الكرة الذهبية؟

الفارق الذهني.. عقلية لا تُقارن

على الصعيد الذهني، يبرز فارق هائل آخر، عقلية كريستيانو رونالدو وإصراره وشغفه اللامتناهي بالكمال هي أمور لا يمكن قياسها بالأرقام، لقد بنى “الدون” مسيرته على أساس من الانضباط الحديدي والرغبة في أن يكون الأفضل في كل يوم، هذه العقلية الفولاذية هي التي سمحت له بقيادة فرقه في أحلك اللحظات. مبابي لاعب عظيم بلا شك، لكن هل يمتلك نفس الجوع العقلي الذي دفع رونالدو ليكون ما هو عليه؟ الإجابة تحتاج إلى سنوات طويلة لإثباتها.

 

 

الترسانة التهديفية.. من هو الهدّاف الأشمل؟

أخيرًا، من الناحية الفنية، كان رونالدو وما زال الهدّاف الأشمل، إنه يسجل بكلتا قدميه بالكفاءة، ذاتها، ويمتلك قدرة استثنائية على الارتقاء والتسجيل بالرأس، وهو أحد أفضل مسددي الركلات الحرة والجزاء في التاريخ. هذا التنوع يجعله سلاحًا فتاكًا من أي مكان وفي أي وضع. في المقابل، ورغم سرعة مبابي وقدرته الفائقة على الإنهاء، فإن ترسانته التهديفية لا تزال تبدو محدودة مقارنة بالحلول المتكاملة التي كان يقدمها رونالدو.

ختاما، فإن المقارنة بين بداية مبابي الصاروخية ومسيرة رونالدو التاريخية هي مقارنة ظالمة. مبابي يمتلك كل المقومات ليكون أسطورة المستقبل، لكن إرث كريستيانو رونالدو لم يُبْنَ على بضعة أسابيع من التألق، بل على سنوات من الهيمنة والعزيمة والكمال الفني. الطريق لا يزال طويلاً جدًّا قبل وضع اسم النجم الفرنسي في الجملة ذاتها مع أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى