بعد اختفاء محمد قبنض.. كيف علق فنانو سوريا؟

لم تكن واقعة اختطاف رجل الأعمال والمنتج السوري المعروف محمد قبنض مساء الأربعاء الماضي حدثًا عابرًا في المشهد السوري، بل تحولت إلى مادة مثيرة للجدل والتساؤلات، لا سيما مع الغموض الذي يكتنف مصيره حتى الآن.
الحادثة التي وقعت أمام مقر شركته في ضاحية قدسيا بالعاصمة دمشق، أثارت موجة من الذهول في الأوساط الإعلامية والفنية، وامتد صداها إلى الشارع العربي، الذي يترقب تطوراتها من كثب.
في تمام الساعة 6 والربع من مسا امس يوم الاربعاء بتاريخ 17/9/2025 ومن أمام مقر شركة قبنض في ضاحية قدسيا طريق البجاع…
Posted by Ayham Kaband on Thursday, September 18, 2025
وزارة الداخلية السورية سارعت مساء الخميس إلى نفي أي علاقة للأجهزة الأمنية باحتجاز قبنض، مؤكدة في بيان رسمي أنه لم يتم توقيفه من قبلها، لكن هذا النفي لم يُهدّئ من وتيرة الجدل، بل زاد الغموض غموضًا، خاصة أن الرجل معروف بتأييده العلني لنظام بشار الأسد طوال سنوات الحرب، ما جعل اختفاءه المفاجئ يبدو أبعد من مجرد حادث جنائي عابر.
صمت فناني سوريا.. خوف أم انتظار؟
المفارقة الأكثر لفتًا للنظر كانت في الصمت التام الذي خيم على صفحات الفنانين السوريين، ممن عُرفوا بمواقفهم المؤيدة للنظام السابق، حتى أولئك العائدين إلى سوريا بعد سنوات من الغياب، ليشهدوا عهد سوريا الجديد، إذ لم يصدر منهم أي تعليق رسمي أو غير رسمي عن كبار الأسماء في الوسط الفني.
في هذا السياق، جاء تعليق الفنان عدنان أبو الشامات مقتضبًا ومخالفًا لأسلوبه المعروف بالوضوح والمباشرة، إذ نشر صورة قبنض مع عبارة قصيرة: “الله يرجعه بالسلامة”، فيما اكتفى الفنان قاسم ملحو بإشارة مقتضبة مرفقة بصورة لمحمد قبنض عبر خاصية القصص القصيرة، قائلًا: “ناس قالوا انخطف، وناس قالوا اعتقل، المهم هو حتى الآن لا يوجد خبر عنه”.
مستقبل فناني سوريا
في المقابل، كانت كلمات مروان الحسين، رئيس اللجنة الوطنية للدراما في سوريا أكثر دقة في التعبير عن المخاوف الذي كتمها غالبية فناني سوريا في التعليق على اختطاف قبنض، وقال إن مسؤولية اختطافه تقع على عاتقي المؤسسات الرسمية والمواطنين على حد سواء، مؤكدًا أن الحادثة لا تمس عائلة قبنض فقط، إنما جميع السوريين، لكونها تمس أمن المجتمع السوري، وفقًا لمنشوره عبر حسابه الشخصي على فيسبوك.
على غرار حادثة اختفاء السيد محمد قبنض؛ فإن المسؤولية اليوم تقع على عاتقنا جميعًا، كمؤسسات رسمية وكمواطنين..
منذ اللحظة…Posted by Marwan Al-Hussein on Thursday, September 18, 2025
انطلاقًا من ذلك، أُثيرت تساؤلات عدة بين رواد التواصل الاجتماعي حول مستقبل فناني سوريا المُقيمين بها، بعد صمت لا يزل يخيم على صفحات الجميع، دون تعليق على اختطاف قبنض، في دلالة واضحة على الخوف والترقب قبل اتخاذ قرار البقاء أو الرحيل عن سوريا.
البقاء أو المغادرة
وفي تواصل “إرم نيوز” مع مصادر إعلامية سورية مطلعة، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أكدت أن الحادثة وضعت كثيرين ممن بقوا في سوريا أمام خيار صعب، إما البقاء في ظل مشهد أمني غامض، وإما المغادرة إلى الخارج حيث الأمان النسبي وحرية الحركة.
المصادر ذاتها رجّحت أن تتوالى ردود الفعل في الأيام المقبلة، خاصة في حال استمر الغموض المحيط بمصير قبنض، كما توقعت أن يبدأ بعض الفنانين، ممن يملكون إقامات أو منازل في دول الجوار والخليج وأوروبا، بالمغادرة بصمت، وربما لاحقًا بالتعليق بعد أن يصبحوا خارج سوريا، على حد قولهم.
تداعيات محتملة على صناعة الدراما
القلق لم يقتصر على النخبة الفنية فقط، بل امتد إلى شركات الإنتاج والكوادر العاملة في مجال الدراما، إذ تُشير المصادر ذاتها إلى أن حادث اختطاف قبنض قد يؤدي إلى شلل مؤقت في حركة الإنتاج الدرامي لهذا الموسم، متوقعين انسحاب عدد من الشركات، سواء المنتجين أو الكوادر البشرية والممثلين عن تصوير أعمالهم داخل البلاد، لا سيما في المواقع المفتوحة أو المناطق التي لا تزل تحت التأهيل الأمني والإداري.
وختمت المصادر مُجتمعًة على التأكيد أن ما جرى لن يمر دون أثر، سواء على مستوى الأفراد أو على صناعة الدراما السورية برمتها، لافتين أن ما ستُفضي إليه الأيام المقبلة، باستمرار الغموض حول اختطافه، أو عودته سالمًا، سيحدد الكثير من ملامح المرحلة القادمة، لا سيما في المشهد الثقافي والفني الذي يبدو اليوم أكثر هشاشة وتوجسًا من أي وقت مضى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.