براز عمره 1300 عام يكشف معاناة القدماء من الطفيليات والعدوى

براز عمره 1300 عام يكشف معاناة القدماء من الطفيليات والعدوى

اكتشف العلماء أدلة على انتشار واسع للعدوى المعوية بين البشر قبل أكثر من 1300 عام، من خلال تحليل براز بشري متحجر تم العثور عليه في كهف أطفال الموتى شمال غربي المكسيك.

وتشير النتائج التي نُشرت في مجلة PLOS One إلى أن سكان حضارة لوما سان غابرييل القديمة عانوا من أمراض معوية نتيجة سوء النظافة وتلوث مصادر المياه.

وقاد الدراسة درو كابوني، الأستاذ المساعد في قسم الصحة البيئية بجامعة إنديانا، فقد استخدم فريقه تقنيات تحليل جزيئي لفحص 10 عينات من البراز المتحجر (المعروفة علمياً باسم paleofeces)، تم اكتشافها في وادي “ريو زابي” بالقرب من مدينة دورانغو.

وقال كابوني”العمل على هذه العينات القديمة يشبه فتح كبسولة زمنية بيولوجية، إذ تكشف كل عينة عن لمحة من صحة الإنسان  وحياته اليومية في تلك الحقبة”. 

وكان علماء الآثار قد اكتشفوا الكهف لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، ووجدوا فيه بقايا بشرية وحيوانية ونباتية، إلى جانب براز متحجر. وتشير الدلائل إلى أن الكهف كان يُستخدم من قبل شعب لوما سان غابرييل، الذين مارسوا الزراعة البسيطة وصنعوا فخاراً مميزاً، بل وشاركوا أحياناً في طقوس تضحية بالأطفال، وهو ما منح الكهف اسمه المميز.

وكشفت الدراسات السابقة للبراز المتحجر عن وجود بيض  الديدان الخطافية والسوطية والدبوسية، ما يشير إلى إصابة السكان بعدد من الطفيليات المعوية. أما في الدراسة الجديدة، فاستخدم الباحثون تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لاستخراج الحمض النووي من العينات وتضخيمه، فوجدوا أن كل عينة تحتوي على كائنات ميكروبية ممرِضة.

وكان أكثرها شيوعاً الطفيلي بلاستوستيس (Blastocystis)، الذي يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)، التي ظهرت في 70% من العينات. كما اكتشف العلماء وجود شيغيلا (Shigella) وجيارديا (Giardia) المسببتين لأمراض معوية حادة، إلى جانب ديدان دبوسية.

وأشارت النتائج إلى أن ارتفاع عدد الميكروبات الممرضة يدل على سوء الصرف الصحي وتلوث الغذاء والمياه في مجتمع “لوما سان غابرييل” بين عامي 600 و800 ميلادية. وقال الباحثون إن السكان ربما ابتلعوا هذه الميكروبات عبر مياه الشرب أو الطعام أو التربة الملوثة بالبراز.

وختم الفريق البحث بالتأكيد أن استخدام التقنيات الجزيئية الحديثة على العينات القديمة يمكن أن يوسّع فهمنا للحياة والصحة في العصور الماضية، فقد قال الباحث المشارك جو براون من جامعة نورث كارولينا: “هذه الأساليب تتيح لنا نافذة جديدة لفهم كيف عاش البشر الأوائل، وما الأمراض التي أثرت في صحتهم”. 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى