المعركة مستمرة.. والجنوب يقاتل في الميدان والعقل معًا

المعركة اليوم ليست فقط على الجبهات، بل في العقول أيضًا حيث يُصنع النصر الحقيقي، في أعقاب فتح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والعاصمة صنعاء عبر منفذ الضالع صباح امس الخميس – تنفيذًا لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي وبناءً على اعتبارات إنسانية بحتة – تفاجأنا بقيام بعض الوسائل الإعلامية المعادية للجنوب وقواته المسلحة بشن حملة دعائية مغرضة، تستند إلى أكاذيب وشائعات سخيفة لا تصمد أمام الحقيقة ولا يصدقها عاقل.
لقد استغلت تلك الوسائل المعادية مشاهد مصوّرة لأشخاص ظهروا في مقابلات على قنوات حوثية، محاولين الزج باسم المجلس الانتقالي الجنوبي وقواتنا المسلحة الجنوبية في سرديات موجهة ومضللة، والواقع أن من ظهروا في تلك المقاطع لا تربطهم أدنى صلة بالقوات المسلحة الجنوبية، لا تنظيميًا ولا سلوكيًا او في الموقف والانتماء، بل هم مواطنون مدنيون من أبناء مريس ودمت، تحركوا باندفاع شخصي، و تم استغلالهم من قبل مليشيا الحوثي ضمن بروباغندا إعلامية مكشوفة.
إن محاولة خصوم الجنوب تصوير هذه الخطوة الإنسانية على أنها تنسيق أو تقارب سياسي مع العدو، ليست سوى محاولة بائسة للتشويش على موقف وطني جنوبي اخلاقي وانساني بحت يحسب لمجلسنا الانتقالي الذي، أُعلن ذلك من موقع قوة وثقة وفي معركة مستمرة مشتعل اوارها ضد المليشيات الحوثية الارهابية.. معركة دفاع وطني لا هوادة فيها تتواصل فيها البطولات والتحيات الجسام.
المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادته الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة، ما زال وسيظل على العهد، متمسكًا بثوابته، مدافعًا عن قضيته في كل الجبهات السياسية والعسكرية، ولم يكن في حاجة لرد سياسي أو عسكري ليفنّد تلك الشائعات، إذ تكفلت الميادين بكشف زيفها.
اذ ردّت جبهة الضالع الحدودية من قطاع باب غلق فجر يومنا الجمعة على تلك الأكاذيب بنيران الحقيقة، حين تصدت لهجوم حوثي شرس، أفشلته قواتنا المسلحة الجنوبية بكل صلابة، وألحقت بالمليشيات خسائر موجعة. وهكذا، فإن الردع الحقيقي لا يُصاغ بالبيانات فقط، بل يُكتب بالدم والرجولة والثبات.
ولكننا هنا نلفت إلى أمر بالغ الأهمية وهو ان المعركة اليوم لا تُخاض فقط على الجبهات العسكرية، بل هناك جبهة لا تقل خطورة، هي جبهة الوعي فكما أن ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية يرابطون في مواقعهم للدفاع عن ارضنا ووطننا، فإن اخوانهم من أبناء شعب الجنوبي مطالبون اليوم بتعزيز المرابطة الوجدانية والعقلية لحماية قضيتهم من سموم الشائعات، وألا يفسحوا مجالًا لتلك الأبواق الإعلامية التي تُحسن لبس الأقنعة وتزييف الوقائع.
المعركة الإعلامية تُدار بعقلانية، لكنها أيضًا تُستهدف بالعواطف، لذا فإن الوعي الشعبي الجنوبي يجب أن يكون اكثر يقضة، متماسكًا ثابتا واثقا ، يدرك حجم ما يُحاك، ويُميز بين المعلومة والتضليل، بين الناقد النزيه والعدو الخبيث، بين من يحمل هم الوطن الجنوب ويذود عن شعبه، وعدو متربص لم يترك وسيلة الا واستخدمها في الحرب على الجنوب.
إن مسؤولية حماية مشروع الجنوب التحرري لم تعد على عاتق القوات المسلحة الجنوبية فقط، بل هي مسؤولية مشتركة، حيث يُكمل الشعب دور القوات المسلحة، من خلال رفض الاشاعات والاعلام المعادي المغرض، ومواجهة الحملات النفسية، والتصدي لمحاولات اختراق الصف الوطني الجنوبي.
لقد لجأت الأطراف المعادية، بعد أن عجزت عن تحقيق أي انتصار ميداني أو سياسي، إلى آخر أساليبها وأكثرها دناءة:
الإشاعة، والتلفيق، والتحريض، وبث الفتنة، والاتكاء على أدوات إعلامية صفراء.
ولذلك، فإن تعزيز الوعي الشعبي الموازي لليقظة العسكرية بات ضرورة وطنية ملحّة، لا تقل أهمية عن الذخائر والعتاد، بل ربما تسبقها في كثير من المواقف، لأن الضعف يبدأ حين يسقط العقل، لا حين يتراجع السلاح.
خلاصة القول: إن أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية مرابطون بثبات في مواقعهم على خطوط التماس، وهم على قدر عالٍ من الجاهزية واليقظة لردع أي تهديد، وفتح الطريق تم وفق ترتيبات أمنية ودفاعية دقيقة.
وهنا نثمن عاليًا مواقف رجال مريس الأحرار الذين وقفوا ومازالوا وسيظلون في خندق واحد مع قواتنا وقدموا التضحيات الجسام ومازالوا رمزا للوفاء والفداء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.