المجلس الانتقالي يُطلق تحولًا استراتيجيًا تاريخيًا بهيكلة جديدة تعزز مسار الدولة وتوحيد الصف

استقبل الجنوبيون القرارات التاريخية التي أصدرها القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء اليوم بترحيب واسع وتفاؤل مشوب بأمل كبير، إذ تمثل هذه الإجراءات نقلة نوعية في مسار بناء الكيان الجنوبي الجامع، وتُعدّ تحولًا استراتيجيًا يتجاوز الإطار الإداري ليرسم ملامح مرحلة جديدة من التماسك المؤسسي والرؤية السياسية الواضحة.

هيكلة استراتيجية: من البناء الداخلي إلى تعزيز المشروع الوطني

لم تكن هذه القرارات مجرد تعديلات هيكلية روتينية، بل جاءت كخطوة محورية لتعزيز العمل المؤسسي وترسيخ أسس الدولة الحديثة داخل هياكل المجلس الانتقالي. فمن خلال تحديد المهام، وضبط الصلاحيات، وترتيب الأطر التنظيمية، يصبح المجلس أكثر كفاءةً في الأداء، وأسرع في اتخاذ القرار، وأقدر على مواكبة المتغيرات السياسية والأمنية على نحو يرسل رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن المجلس الانتقالي يسير بخطى ثابتة نحو بناء مؤسسات قوية، قادرة على قيادة المرحلة المقبلة وتحمل أعباء المشروع الوطني الجنوبي. كما أنها تعكس نضجًا سياسيًا وإدراكًا عميقًا لضرورة وجود كيان منظم يُحسن توظيف الفرص، ويتعامل بحنكة مع التحديات.

ــ تعزيز الأداء السياسي والدبلوماسي: نحو حضور دولي مؤثر

وفي ظل بيئة إقليمية ودولية شديدة التعقيد، تبرز الحاجة إلى كيانات سياسية متماسكة وذات رؤية واضحة. وهنا تكتسب هذه القرارات أهمية مضاعفة، إذ ستُعزز من قدرة المجلس الانتقالي على التفاوض بثقل أكبر، وعرض القضية الجنوبية بمنهجية أكثر إقناعًا واحترافية فوجود هيكل إداري وسياسي منظم وشامل سيمكن الجنوب من توحيد صوته على الطاولات الدولية، ويمنحه أدوات أكثر فاعلية في الدفاع عن مطالبه العادلة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير. كما أن هذه الخطوة تؤكد أن قيادة المجلس تدرك طبيعة المرحلة الدقيقة، وتستعد ليكون الجنوب طرفًا فاعلًا في أي تسوية سياسية قادمة.

ــ توحيد الصف الجنوبي: من التشتت إلى الوحدة المؤسسية

تمثل القرارات الجديدة محطةً فارقةً في مسار توحيد الصف الجنوبي، فالمجلس الانتقالي، بوصفه الممثل الشرعي للقضية الجنوبية، يتحمل مسؤولية جمع المكونات الجنوبية تحت مظلة واحدة.

وعندما يكون الكيان قويًّا في تنظيمه، واضحًا في رؤيته، فإنه يتحول إلى قوة جاذبة لكافة الأطياف، مما يعزز الثقة في قدرته على قيادة المرحلة فالوحدة الوطنية لا تتحقق بالخطاب السياسي وحده، بل تتطلب بناء مؤسسياً رصينًا، وقدرةً على تقديم نموذج إداري وسياسي يُحتذى به. وهذا ما تسعى إليه الهيكلة الجديدة، التي ستكون دافعًا لالتفاف الجنوبيين حول مشروعهم المشترك، وضمانةً ضد أي محاولات لتفريق كلمتهم أو استغلال تشرذمهم.

وهذه القرارات لا تمثل نهاية المطاف، بل هي إيذانٌ ببدء مرحلة أكثر تقدمًا وعملًا دؤوبًا. فالمجلس الانتقالي، بهيكلته المتجددة، يضع لبناتٍ أساسيةً لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال .

إنها خطوةٌ تُظهر أن القيادة الجنوبية واعيةٌ تمامًا لمسؤولياتها التاريخية، ومصممةٌ على المضي قدمًا نحو بناء دولة الجنوب المنشودة، دولة القانون والمؤسسات، القادرة على أن تكون شريكًا فاعلًا في استقرار المنطقة، وصوتًا يُحترم في المحافل الدولية.

فالجنوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يكتب فصلاً جديدًا من فصول كفاحه، بقيادة واعية، وهيكلة متينة، وإرادة لا تلين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى