الضالع في مواجهة الغزو اليمني.. ذاكرة النار والصمود

في مثل هذا اليوم من كل عام، يحيي الجنوبيون ذكرى تحرير محافظة الضالع من قبضة الاحتلال اليمني، وهي ذكرى لا تقتصر على انتصار عسكري، بل تمثل شهادة حية على مقاومة بطولية في وجه آلة قمع ممنهجة استهدفت الأرض والإنسان والهوية.

الضالع، كما بقية محافظات الجنوب، عانت من انتهاكات صارخة منذ اجتياح قوات صنعاء للجنوب العربي عام 1994.

الحرب لم تكن مجرد اجتياح جغرافي، بل مثّلت احتلالًا كامل الأركان، ترافقت معه سياسات إقصاء وتهميش وتجويع واستبداد، وارتُكبت خلالها جرائم بحق المدنيين لا تسقط بالتقادم.

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، كانت الضالع هدفًا لسياسات منظمة لتفريغها من قوتها المجتمعية، وطالت الاعتقالات رموزًا سياسية ونشطاء سلميين، وجرى استخدام المحاكمات العسكرية كأداة لتكميم الأفواه.

كما تم تسريح الآلاف من العسكريين الجنوبيين تعسفيًا، وتجفيف موارد المحافظة، في محاولة لكسر إرادة المقاومة في مهدها.

ومارست سلطات صنعاء تمييزًا ممنهجًا، فتم إقصاء الكوادر الجنوبية من مؤسسات الدولة، وتحولت الضالع إلى ساحة مفتوحة للمراقبة الأمنية والاقتحامات الليلية والاغتيالات الغامضة.

وفي عام 2015، وأثناء زحف قوى الاحتلال وعلى رأسها مليشيا الحوثي، تعرضت الضالع لقصف عشوائي طال الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمرافق الصحية، في مشهدٍ أعاد إلى الأذهان مآسي الحروب الاستعمارية.

ففي تلك الحرب الشيطانية، قُصفت المستشفيات والمدارس، وسُجلت شهادات موثقة حول استخدام المدنيين دروعًا بشرية.

العدوان لم يكن مجرد معركة بين قوات، بل كان تصفية حساب مع الضالع لموقفها الصلب منذ بدء الحراك الجنوبي. وقد خلفت عمليات القصف عشرات الشهداء من النساء والأطفال، وتهجير آلاف الأسر، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.

ورغم تحرير الضالع، لم تتوقف محاولات استهدافها، سواء عبر الخلايا النائمة أو الحملات الإعلامية التي سعت لتشويه نضالها، وقد واصلت قوى الاحتلال استخدام أدواتها لخلق الأزمات الإنسانية وتغذية الصراعات المحلية لزعزعة الاستقرار.

في المقابل، لعب الإعلام الجنوبي دورًا حاسمًا في توثيق هذه الجرائم، من خلال تقارير ميدانية وشهادات موثقة، تم تقديم بعضها إلى منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان.

كما بادرت منظمات حقوقية جنوبية إلى أرشفة كل الانتهاكات، في مسعى لبناء ملف قانوني يُستخدم لاحقًا في محاكمات دولية.

تحرير الضالع ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو لحظة فاصلة في الوعي الجمعي الجنوبي، تفضح سجلًا أسودًا من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الاحتلال اليمني.

ومع كل ذكرى، يتجدد العهد بمواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة، وتوثيق كل جريمة، حتى لا يُطمس التاريخ ولا تُدفن الحقيقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى