الضالع.. شعلة التحرير التي أضاءت طريق الجنوب صوب استعادة دولته

تحل ذكرى تحرير محافظة الضالع، محملة بمعاني الصمود والعزة، وتجسد مرحلة فارقة في تاريخ الجنوب وتعبر عن وعي شعبي متجذّر بمفهوم الوطن والهوية.

لم تكن معركة تحرير الضالع مجرد مواجهة عسكرية عابرة في سياق الحرب، بل كانت محطة استراتيجية مفصلية ضمن مشروع وطني جنوبي شامل، يسعى لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا.

وشكلت محافظة الضالع، عبر التاريخ، إحدى أهم قلاع المقاومة الجنوبية، وكانت في طليعة الجبهات التي تصدّت للغزو الحوثي في 2015.

ولم تكن تلك المعركة مجرد دفاع عن مدينة أو محافظة، بل دفاع عن الجنوب كله، عن مشروع وهوية ودولة وشعب قرر أن لا يعود إلى مربع التبعية أو القبول بالواقع المفروض.

شكل تحرير الضالع إلهامًا لبقية الجبهات في الجنوب، وأسهم في كسر شوكة الإرهاب الذي أراد إخضاع الجنوب مجدداً تحت سلطة المركز اليمني، متجاهلاً إرادة الجنوبيين وتضحياتهم في سبيل الحرية والسيادة.

وقدم أبناء الضالع نموذجًا بطوليًّا في الفداء والتضحية، وحفروا أسماءهم في سجل المجد الجنوبي بدمائهم الطاهرة.

وكان انتصار الضالع رسالة واضحة للعالم أن إرادة الشعب الجنوبي لا تُقهر، وأن الوطن لا يمكن ابتلاعه أو تركيعه مهما تآمرت قوى الشر.

استذكار هذه المناسبة لا يعني الوقوف عند محطة تاريخية فقط، بل هو تذكير مستمر بأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية لا يزال قائمًا وماضياً بثبات، وأن كل شبر تحرر من أرض الجنوب يقرّب هذا المشروع من التحقق.

فقد رسّخ تحرير الضالع معادلة جديدة في الوعي الجنوبي، وهي أن السيادة لا تُمنح بل تُنتزع، وأن بناء الدولة يبدأ من تحرير الأرض وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.

كما أن أهمية هذه المناسبة تتعاظم في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها الجنوب، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو التنموي، ما يتطلب من كل الجنوبيين استلهام روح الضالع والتكاتف والعمل المشترك من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بحدودها المعروفة قبل العام 1990.

ذكرى تحرير الضالع بالنسبة للجنوبيين ليست فقط حدثًا يتم الاحتفال به، بل تمثل عهدًا يتجدد بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن الجنوب لن يعود خطوة واحدة إلى الوراء، بل سيمضي قُدمًا نحو بناء دولته الحرة، ذات السيادة، التي تضمن العدل والكرامة لكل أبنائها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى