السياحة في عدن .. كنز مهمل وفرصة اقتصادية ضائعة


تملك مدينة عدن واحدة من أجمل السواحل الطبيعية في اليمن، بل في المنطقة كلها، إلا أن هذه الثروة الطبيعية النادرة ظلت لعقود طويلة مهملة، دون استغلال صحيح يحولها إلى مصدر دخل قومي يرفد خزينة الدولة، ويوفر فرص عمل، ويرفع من مستوى الخدمات

على سبيل المثال، تحول ساحل جولدمور في منطقة التواهي – الذي يعد من أجمل شواطئ عدن وأهدأها – إلى شبه معسكر؛ حيث أن الدخول إليه لم يعد ميسراً دائما للمواطن العادي مما أفقد الساحل روحه السياحية تماماً، وصرف عنه الأسر الباحثة عن نزهة هادئة آمنة.

أما ساحل القدير، فقد غزاه البناء العشوائي يوماً بعد يوم، ومعه غياب الخدمات الأساسية التي تجعل من الشاطئ مكاناً يصلح للزيارة العائلية أو السياحة المحلية. فلا مواقف سيارات منظمة، ولا استراحات نظيفة، ولا دورات مياه صالحة للاستخدام، ولا إنارة كافية، ولا اسواق لشراء حاجات السواح فضلاً عن تدهور مستوى النظافة وانتشار النفايات.

أما ما تبقى من السواحل المنظمة كـ”ساحل أبين”، فقد تم تسليم استراحاته إلى القطاع الخاص في صفقات غير شفافة لم ترتق بمستوى الخدمة، بل جعلت هذه الاستراحات بؤراً للفساد، حيث ينتشر تعاطي الشيشة وربما أشياء ممنوعة أخرى، وعدم توفر الخدمات الراقية فيه وسط غياب واضح للرقابة الرسمية، مع العلم أن عائداتها ضئيلة و ربما لا ترفد الى خزينة الدولة بشيء يذكر، بل تصب في جيوب فئة محددة من المنتفعين.

مدينة كعدن بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة، تجعل منها وجهة سياحية حقيقية تدر دخلاً كبيراً على الدولة وتوفر آلاف فرص العمل للمواطنين. ولتحقيق ذلك، يجب:

1. إنشاء مناطق سياحية متكاملة على امتداد السواحل (جولد مور، القدير، ساحل أبين) بمواصفات عالمية تشمل:

شاليهات واستراحات عائلية.

كواسر أمواج تضمن سلامة السباحين.

مرافئ آمنة لليخوت والقوارب السياحية.

مساحات خضراء، مطاعم، ملاعب أطفال، مقاهي راقية.

2. تنشيط قطاع الخدمات السياحية عبر:

تحسين النظافة والأمن في المناطق السياحية.

إنشاء مواقف سيارات منظمة.

توفير خدمات الإنترنت، دورات مياه نظيفة، إنارة كافية.

إطلاق رحلات بحرية ترفيهية.

اقترح منح مشروع إنشاء منطقة سياحية متكاملة لمجموعة هائل سعيد أنعم وفق عقد استثماري يحقق التوازن بين القطاع الخاص والمصلحة العامة، بحيث:

يتم إنشاء منطقة سياحية مكتملة الخدمات وفق المعايير الدولية.

يتيح الدخول للمواطنين اليمنيين خلال بعض الأيام مجاناً، وأيام أخرى برسوم رمزية.

تذهب نسبة من الأرباح لخزينة الدولة (وليس لجيوب الفاسدين).

يتم توظيف نسبة كبيرة من أبناء عدن في هذا المشروع.

فوائد المشروع المحتملة:

تحقيق عوائد مالية كبيرة لخزينة الدولة.

خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين (حراسة، تنظيف، تقديم خدمات سياحية، طباخين، مرشدين، إلخ).

إنعاش السياحة الداخلية، خصوصاً في الأعياد والعطل الأسبوعية.

تحسين صورة عدن لدى المستثمرين والسياح الخارجيين.

تخفيف الضغوط على الأسر اليمنية الباحثة عن متنفس رخيص وآمن لأطفالها.

عدن اليوم تملك كل المقومات لتكون “درة البحر العربي” سياحياً، لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية صادقة، وشراكة ذكية بين الدولة والقطاع الخاص (مثل مجموعة هائل سعيد أنعم)، وضمان الشفافية والرقابة الشعبية على المشاريع، حتى تتحول هذه الثروة الطبيعية من عبء مهمل إلى مصدر رزق وفخر لكل أبناء الوطن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى