الحوثيون ينسجون شبكة تحالفات جديدة و”غير تقليدية” في البحر الأحمر وخليج عدن.. ماذا يعني ذلك؟

حذّرت دراسة بحثية حديثة من تصاعد التهديدات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي، نتيجة تنامي العلاقات بين جماعة الحوثي في اليمن وتنظيمات مسلحة في الصومال، أبرزها حركة الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية، في ظل ما وصفته بـ”شبكة تحالفات غير تقليدية” تُعيد رسم ملامح المشهد الأمني في البحر الأحمر وخليج عدن.
ووفقًا للتقرير الصادر عن الباحثة سامية محمد، والمنشور في مجلة “هورن ريفيو”، ترجمه “المشهد اليمني” ، فإن هذا التحالف يقوم على تبادل المصالح، حيث يحصل الحوثيون على دعم استخباراتي من حركة الشباب مقابل تزويد الأخيرة بأسلحة متطورة تشمل طائرات مسيّرة وصواريخ أرض-جو، ما يمنح الطرفين قدرات متقدمة في مجالات التهريب والسيطرة البحرية.
وأشار التقرير إلى أن هذه العلاقة تمنح الحوثيين عمقًا استراتيجيًا في البحر الأحمر، بينما تتيح للجماعات الصومالية المسلحة قفزة نوعية في قدراتها التكنولوجية. كما أن تجارة الأسلحة بين الجانبين تُعد مربحة للغاية، إذ تُباع بعض الأسلحة في الصومال بأضعاف قيمتها الأصلية في اليمن، ما يعزز من استمرارية هذه الشبكات غير المشروعة.
وتزامن هذا التعاون مع قرار مجلس الأمن الدولي في عام 2023 برفع حظر الأسلحة المفروض على الحكومة الصومالية، وهو ما أثار مخاوف من تسرب الأسلحة إلى السوق السوداء، خاصة في ظل ضعف الرقابة الحكومية. وتشير تقارير سابقة إلى أن ما بين 35% و40% من الأسلحة التي استوردتها الحكومة الصومالية بعد عام 2013 انتهى بها المطاف في أيدي جماعات مسلحة.
وتطرّق التقرير إلى التداعيات الاقتصادية لهذا التهديد، موضحًا أن مصر تكبدت خسائر كبيرة في إيرادات قناة السويس، تجاوزت 70% من دخلها السنوي البالغ نحو 10 مليارات دولار، نتيجة تغيير مسارات السفن التجارية. كما أن إثيوبيا، التي تعتمد بنسبة 95% على ميناء جيبوتي في تجارتها الخارجية، تواجه ارتفاعًا في تكاليف التصدير، ما يضعف قدرتها التنافسية.
وفي شرق أفريقيا، حذّر التقرير من تفاقم أزمة الأمن الغذائي، حيث تعتمد دول مثل كينيا والسودان على واردات القمح عبر البحر الأحمر بنسبة 86% و77% على التوالي. وقد تؤدي الاضطرابات في خطوط الإمداد إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في المناطق التي تعاني أصلًا من انعدام الأمن الغذائي.
كما أشار التقرير إلى أن الحرب الأهلية في السودان تتأثر أيضًا بتعطل التجارة البحرية، ما يزيد من حدة التنافس على الموارد بين الفصائل المتصارعة.
وفي جانب آخر، حذّر التقرير من أن التحالف بين الحوثيين وحركة الشباب يُسهّل نقل تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة المسلحة، وهو ما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في طبيعة الصراع داخل الصومال، ويُهدد بعثات حفظ السلام والقوات الإقليمية العاملة هناك.
ودعا التقرير إلى استجابة إقليمية منسقة لمواجهة هذا التهديد، مشيرًا إلى أن الانقسام الحالي في المسؤوليات بين القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والقيادة الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM) يخلق ثغرات استخباراتية تستغلها هذه الجماعات.
واختتم التقرير بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، من خلال تفعيل مدونة سلوك جيبوتي، وتوسيع دور الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، إلى جانب دعم دول القرن الأفريقي في تأمين سواحلها وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الناتجة عن هذا التحالف الهجين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








