الجنوب.. الغضب المسؤول شعار المرحلة

رأي المشهد العربي

في خضم الواقع المعقّد الذي يعيشه الجنوب العربي، تتخذ معاناة الناس أوجهًا متعددة، تتصدر المشهد “حرب الخدمات”، وهي أدوات ممنهجة تستخدمها قوى النفوذ اليمنية لابتزاز الجنوبيين وإخضاع إرادتهم.

الحرب المسعورة التي يكتوي بنيرانها الجميع تمثل محاولة من قوى الاحتلال لكي تتسلل الفوضى إلى عمق المجتمع الجنوبي، ودفع المواطنين نحو الانقسام، وكل ذلك بهدف تقويض مشروع استعادة الدولة الجنوبية من الداخل.

في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها الجنوب العربي، يصبح الغضب حقًا مشروعًا، بل ضرورة في بعض الأحيان، شريطة أن يكون غضبًا مسؤولًا.

الغضب المسؤول يكون من خلال الوعي بأهداف الخصوم وإدراك خطورة الانزلاق إلى مربعات العشوائية أو استهداف الذات الوطنية.

فالغضب المنفلت الذي يكون مصحوبًا بإثارة الفوضى لا يهزم العدو بل يحقق له ما عجز عنه في ميدان المواجهة المباشرة، في حين أن الغضب الواعي، هو الذي يُفرغ في مواقف موحدة، تضغط دون أن تهدم، وتنتقد دون أن تسيء، وتُطالب دون أن تُمزّق النسيج الوطني.

المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل مظلة سياسية ووطنية، تقود المشروع التحرري وتعمل في بيئة إقليمية ودولية معقدة، وضمن واقع أمني واقتصادي شديد الصعوبة.

وبالتالي يظل لزامًا على الشعب الجنوبي تعزيز حجم الاصطفاف الوطني وراء المجلس للتمكن من عبور وتجاوز التحديات وإفشال المخططات التي تثار ضد الوطن ومساره التحرري وحقه الأصيل في استعادة الدولة.

وعلى الرغم من أن المجلس الانتقالي لا يمتلك عصا سحرية لحل كل الأزمات، ولا يملك سلطة مركزية كاملة، لكنه يتحرك بمسؤولية وطنية واضحة، ويخوض معارك متوازية في الداخل والخارج، دفاعًا عن حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم.

بناء على ذلك، فإنّ الاصطفاف خلف المجلس لا سيما في هذه المرحلة يعني أن أي بديل عن وحدة الصف سيُترجم تلقائيًا إلى خدمة مباشرة لأعداء الجنوب.

فالمجلس رغم كل ما يمكن أن يُقال، هو العنوان السياسي الشرعي للمشروع الجنوبي، ومن خلاله يتم التفاوض وتمثيل القضية على الطاولات الإقليمية والدولية.

المرحلة تستدعي من كل القوى الجنوبية أن تتعامل مع حرب الخدمات كجبهة مواجهة غير تقليدية، تُدار بالعقل والحكمة، لا بردود الأفعال المتسرعة، والمطلوب ليس الصمت على المعاناة، بل تحويلها إلى محفز للنضال لا إلى أداة انتحار جماعي.

وفي الوقت ذاته، على القيادة السياسية أن تبذل أقصى ما يمكن، في التواصل مع المواطنين، وتقديم الشفافية، وتوضيح الحقائق، لأن الفجوة بين القيادة والشارع هي ما تراهن عليه قوى الفوضى.

الجنوب العربي اليوم يقف أمام مفترق طرق، فإما أن يتحول الغضب إلى طاقة بناء وتماسك، أو يتم السماح بتفكيك ما تحقق بتضحيات جسيمة على مدى سنوات، فالفوضى لن تبني وطنًا لكنها بالتأكيد ستحرق ما تبقى منه.

الرهان الحقيقي هو على وعي الشعب، وصلابة إرادته، ووحدته خلف مشروعه الوطني، وفي ذلك، لا خيار سوى الانتصار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى