الاختيار الغريب.. 4 أسباب دفعت مارسيلو لتفضيل بيدري على خليفة ميسي

في عالم كرة القدم، نادرا ما تخرج تصريحات أساطير اللعبة عن النص المتوقع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنافسة الأزلية بين ريال مدريد وبرشلونة.
لكن مارسيلو، الظهير التاريخي للمرينغي، قرر مؤخرا كسر هذه القاعدة، ففي الوقت الذي يتغنى فيه العالم بموهبة لامين يامال، وينصبه الإعلام كـ”خليفة ميسي” القادم لزعزعة عرش أوروبا، فاجأ مارسيلو الجميع في تصريحاته الأخيرة باختيار اسم آخر تماما لضمه إلى ريال مدريد لو كان الأمر بيده وهو: بيدري غونزاليس.
هذا الاختيار لم يكن مجرد تفضيل عابر، بل هو قراءة فنية عميقة من لاعب يعرف جيدا خبايا البيت الملكي. اختيار بيدري على حساب يامال يفتح بابا واسعا للنقاش: هل يرى مارسيلو ما لا يراه الجمهور؟ وهل يامال، رغم انفجاره المدوي، لا يناسب طريقة ريال مدريد؟
إليك 4 أسباب فنية ونفسية تجعل من بيدري القطعة الناقصة في مدريد، وتفسر لماذا فضله مارسيلو على الجوهرة يامال.
1. DNA ريال مدريد: الشخصية قبل الموهبة
يعلم مارسيلو أكثر من غيره أن اللعب في سانتياغو برنابيو يتطلب نوعية خاصة من الشخصيات، ريال مدريد، عبر تاريخه الحديث، يميل دائمًا للاعبين الذين يتركون الصخب خارج الملعب ويركزون كل طاقتهم داخله. بيدري يمثل هذا النموذج بامتياز؛ لاعب هادئ، قليل الكلام، وغير مثير للجدل، وهي صفات تتطابق مع بروفايل أساطير مثل لوكا مودريتش مثلًا.
على الجانب الآخر، ورغم موهبة يامال الخارقة، فإن الضجة الإعلامية المحيطة به وسنه الصغيرة قد تجعل منه خيارا محفوفا بالمخاطر في بيئة لا ترحم، مارسيلو يرى في بيدري نضجا مبكرا يناسب وقار القميص الأبيض، بعيدا عن الشو الإعلامي.
2. السيطرة المفقودة: البحث عن ضابط إيقاع
منذ رحيل توني كروس ولوكا مودريتش، يعاني ريال مدريد من فوضى في رتم المباريات، الفريق يمتلك سرعات هائلة، لكنه يفتقد لمن يضع قدمه على الكرة ويقرر متى نهدأ ومتى نهاجم، هنا تكمن عبقرية اختيار مارسيلو.
بيدري ليس مجرد لاعب وسط، بل هو محطة تحكم متحركة. قدرته على الخروج بالكرة تحت الضغط وتدوير اللعب هي عملة نادرة يفتقدها الريال حاليا.
مارسيلو يدرك أن يامال قد يمنحك حلولًا فردية في الثلث الأخير، لكن بيدري سيمنحك السيطرة على الـ 90 دقيقة كاملة، وهو ما يحتاجه الريال بشدة في الليالي الأوروبية الكبرى.
3. الإبداع الفني وسط غابة من العضلات
عند النظر لخط وسط ريال مدريد الحالي (فالفيردي، كامافينغا، تشواميني وبيلينغهام)، نجد قوة بدنية مرعبة وطاقة لا تنفد، لكن هناك نقصا واضحا في اللمسة الحريرية والرؤية الإبداعية التي تخلق الفرص من العدم.
مارسيلو، الذي عاصر حقبة السحر مع إيسكو ومودريتش، يفتقد هذا النوع من اللاعبين، بيدري يمتلك تلك اللمسة السحرية التي تكسر التكتلات الدفاعية بتمريرة واحدة، وهو العنصر الذي سيكمل القوة البدنية الموجودة حاليا في مدريد، وليس مجرد إضافة جناح مهاري آخر مثل يامال في ظل وجود فينيسيوس ومبابي.
4. ثبات المستوى: الرهان المضمون
أخيرا، تأتي نقطة الاستمرارية، لامين يامال، بحكم سنه وتمركزه كجناح، يعاني طبيعيا من تذبذب المستوى؛ فتارة يكون ساحرًا وتارة يختفي وسط الكماشات الدفاعية. أما بيدري، فرغم لعنة الإصابات التي طاردته، إلا أنه عندما يكون في الملعب يقدم مستوى ثابتا معظم الوقت.
مارسيلو يفضل الرهان المضمون على المشروع المستقبلي. بيدري لاعب جاهز لقيادة منظومة، بينما يامال لا يزال في مرحلة الانفجار الأول. وفي عرف ريال مدريد، الجاهزية والخبرة غالبا ما تكسب الرهان.

الخلاصة
اختيار مارسيلو لبيدري ليس تقليلاً من يامال، بل هو تشخيص دقيق لاحتياجات ريال مدريد الحالية. إنه صوت الخبرة الذي يقول: “نحن لدينا ما يكفي من المهاجمين السريعين، لكننا نفتقد العقل المدبر”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








