استقالة طبية مفاجئة في شبوة تثير قلقًا واسعًا حول مستقبل القطاع الصحي

في تطور لافت يعيد إلقاء الضوء على الأوضاع الراهنة للقطاع الصحي في محافظة شبوة اليمنية، قدّم الدكتور محسن مقبل حسين الشكلية ، أخصائي جراحة العظام والمفاصل، استقالته الرسمية من مستشفى الشيخ محمد بن زايد ، الواقع تحت إدارة هيئة مستشفى شبوة العام، وذلك بتاريخ 5 مايو 2025.

وجاءت الاستقالة بشكل مفاجئ، دون أن يُقدّم الدكتور الشكلية تفاصيل أو توضيحات حول الدوافع الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار. وفي رسالة موجّهة لإدارة المستشفى، أعرب فيها عن خالص تمنياته بالتوفيق لزملائه، وأعلن إنهاء مهامه الطبية داخل المستشفى، بعد سنوات طويلة من الخدمة والمساهمة الفاعلة في تطوير الخدمات الصحية بالمحافظة.

نبأ الاستقالة يثير التساؤلات

قرار الاستقالة الذي لم يتضمّن تفاصيل، أثار العديد من التساؤلات بين زملاء المهنة، والجهات المعنية، فضلًا عن أوساط المواطنين الذين اعتادوا على تعامل الدكتور الشكلية مع حالاتهم بمهنية عالية واهتمام كبير.

ويُعد الدكتور محسن الشكلية أحد أبرز الكفاءات الطبية المحلية في شبوة، وقد ساهم خلال مسيرته العملية في تطوير خدمات جراحة العظام والمفاصل بالمستوى الذي يمكن تصنيفه بأنه من أفضل ما هو متاح في المحافظات المجاورة أيضًا. كما كان له دور بارز في تدريب كوادر شابة من الأطباء المقيمين، وإحداث نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية بمجال تخصصه.

ضربة جديدة لمنظومة الصحة في شبوة

تأتي هذه الاستقالة لتكون ضربة جديدة تُضاف إلى سلسلة التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في المحافظة، والتي تشمل نقص التمويل، وتدهور البنية التحتية، وضعف الرواتب، وعدم توفير الحماية الكافية للأطقم الطبية، فضلًا عن غياب خطط واضحة للاستثمار في الكفاءات المحلية.

وقد أبدى مراقبون ونشطاء محليون قلقهم البالغ من تكرار مثل هذه الاستقالات، التي باتت تهدد بتقويض ما تبقى من الكوادر الطبية المؤهلة في شبوة، في ظل تصاعد ما يُوصف بظاهرة “نزيف الكفاءات”، سواء في المجال المدني أو العسكري.

نداء لإنقاذ الكفاءات الوطنية

وفي ظل هذه التطورات، دعا ناشطون ومسؤولون محليون إلى إعادة النظر في سياسات التعامل مع الكفاءات الشبوانية، وضرورة الاهتمام بها وتقديرها، وخلق بيئة عمل محفزة تمنع هجرتها أو تراجع أدائها. ويشير هؤلاء إلى أن استمرار تهميش الكوادر المحلية في مختلف القطاعات، سيؤدي حتمًا إلى تفاقم الأزمات وزيادة الاحتقان المجتمعي.

ويطالب مواطنون الجهات المعنية باتخاذ خطوات عاجلة لتحسين بيئة العمل الطبي، وتوفير الدعم اللوجستي والبشري اللازم للمستشفيات، والعمل على احتواء الكفاءات القائمة بدلاً من فقدانها واحدة تلو الأخرى.

هل تكون استقالة الشكلية بداية لتفعيل الإصلاح؟

رغم حالة القلق التي أثارتها الاستقالة، إلا أنها قد تمثل أيضًا فرصة لإطلاق حوار وطني جاد حول كيفية إنقاذ القطاع الصحي في شبوة، ووضع حلول استراتيجية بعيدة المدى لوقف النزيف البشري والمهني الذي يهدد بتفريغ المحافظة من طاقاتها العلمية والطبية.

وفي الوقت الذي تُعتبر فيه استقالة الدكتور محسن الشكلية خسارة مؤلمة للقطاع الصحي في شبوة، فإن الأنظار تتجه الآن نحو الجهات المسؤولة، لترى ما إذا كانت ستتخذ موقفًا حقيقيًا لمعالجة الجذور العميقة لهذه الأزمة، أم أن المشهد سيظل يراوح مكانه، مع تجدد الأزمات وتكاثر الأسئلة بلا إجابات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى