اخبار سوريا : وصول أول باخرة تجارية من الصين إلى مرفأ طرطوس 


وصول أول باخرة تجارية من الصين إلى مرفأ طرطوس 

استقبل مرفأ طرطوس مساء الأحد الباخرة التجارية “Queen Vivian” القادمة من الصين، في أول عملية استيراد مباشرة بين البلدين عبر هذا المرفأ، ما يُعد خطوة نوعية في مسار تعزيز الشراكة الاقتصادية السورية – الصينية.

وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية عبر معرفاتها الرسمية أن الباخرة وصلت لصالح شركة شنغهاي، محمّلةً بأكثر من 16 ألف طن من الحديد والمعدات الصناعية المتنوعة، مؤكدةً أن عمليات التفريغ بدأت فور رسوّ السفينة على الأرصفة المخصصة.

وأوضحت الهيئة أن هذه العملية تمثل مرحلة جديدة من التعاون التجاري البحري المباشر بين دمشق وبكين، وتعكس التوجه السوري نحو توسيع خطوط النقل الدولية وتطوير البنية اللوجستية البحرية بما يواكب متطلبات النمو الاقتصادي وإعادة الإعمار.

وفي السياق ذاته، أكّد مسؤولون في مرفأ طرطوس أن المرفأ يشهد مرحلة تحديث وتطوير شاملة تهدف إلى تحويله إلى منصة لوجستية إقليمية متكاملة تعتمد على التحول الرقمي والتقنيات الحديثة في إدارة العمليات التشغيلية، وتعزيز تنافسية المرافئ السورية على المستوى الدولي.

وقال مدير العلاقات العامة في المرفأ إن الإدارة تعمل على تسهيل حركة التجارة البحرية وتبسيط الإجراءات الجمركية، مشيراً إلى أن أبرز المواد المستوردة تشمل الأعلاف ومواد البناء والمنتجات الغذائية والصناعية، في حين تتركز الصادرات على الفوسفات والمواشي التي تعد من أهم الموارد الوطنية.

كما أكد مدير المعلوماتية أن مرفأ طرطوس يسير بثبات نحو التحول إلى مرفأ رقمي ذكي يعتمد على البيانات الفورية والتقنيات الرقمية المتقدمة في إدارة الأرصفة وحركة الشحن، ما يضعه على طريق المنافسة الإقليمية في مجال الخدمات اللوجستية البحرية.

وسبق أن استقبل مرفأ اللاذقية الباخرة العملاقة “NAVEGANTES” التابعة لشركة CMA CGM العالمية، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في حركة المرافئ السورية، وترسيخ لمكانتها كمركز لوجستي رئيسي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.

وذكرت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عبر قناتها الرسمية أن السفينة تُعد من أكبر البواخر التي ترسو في الميناء، إذ يبلغ طولها نحو 222 متراً، ما يعكس جاهزية المرافئ السورية لاستقبال السفن الضخمة وفق أعلى المعايير الفنية واللوجستية، وتحمل الباخرة شحنة متنوعة من البضائع والسلع الأساسية المخصصة **لدعم احتياجات السوق المحلية وتحريك النشاط التجاري في البلاد**.

وقالت الهيئة إن هذا التطور يأتي ضمن الجهود الحكومية المستمرة لتعزيز موقع المرافئ السورية كمنافذ بحرية استراتيجية تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، وتوسيع آفاق التبادل التجاري مع مختلف دول العالم، بعد سنوات من التراجع الذي فرضته الحرب والعقوبات.

وفي سياق متصل، استقبل مرفأ طرطوس باخرتين محملتين بنحو 70 ألف طن من مادة القمح لصالح المؤسسة السورية للحبوب، في خطوة تؤكد استمرار برنامج دعم الأمن الغذائي الوطني وتأمين الاحتياجات الاستراتيجية من القمح لضمان استمرارية إنتاج الخبز في الأسواق.

دعم الأمن الغذائي واستقرار السوق
وأوضح مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، أن الباخرتين تحملان شحنتين مخصصتين بالكامل للمؤسسة السورية للحبوب، بواقع 45 ألف طن في الأولى و25 ألف طن في الثانية، مبيناً أن هذه الدفعة الجديدة تأتي ضمن برنامج توريد متواصل يهدف إلى دعم المخزون الاستراتيجي الوطني من القمح وتلبية احتياجات المخابز العامة والخاصة في مختلف المحافظات.

وأكد علوش أن الهيئة تواصل عملها بالتنسيق مع الجهات الحكومية لضمان تدفق المواد الأساسية عبر المرافئ والمنافذ الحدودية، مشدداً على أن هذه الجهود تعكس التزام الحكومة بالحفاظ على استقرار السوق المحلية وضمان توفر المواد الغذائية الأساسية، بما ينعكس إيجاباً على الوضع المعيشي للمواطنين.

خطط للتنويع والاستدامة
وأشار علوش إلى أن الخطط الحكومية الحالية تركز على تنويع مصادر الاستيراد وتعزيز قدرات النقل والتخزين، لضمان استدامة إمدادات القمح في ظل الاضطرابات العالمية في سلاسل الإمداد وأسعار الحبوب، مضيفاً أن الهيئة تعمل على تحديث آليات التفريغ والنقل لتسريع وصول الشحنات إلى المراكز التخزينية والمطاحن.

وتشير بيانات الهيئة إلى أنها تمكنت منذ سقوط النظام البائد من استقبال نحو 400 ألف طن من القمح عبر المرافئ السورية، في مؤشر واضح على تحسن أداء القطاع البحري ودوره الحيوي في تأمين احتياجات البلاد من المواد الأساسية، وفي مقدمتها القمح الذي يشكل الركيزة الأولى للأمن الغذائي واستقرار الأسعار في قطاع الخبز.

طرطوس واللاذقية.. محور الإمداد الوطني
ويُعدّ مرفأ طرطوس أحد أهم نقاط الاستيراد في البلاد، حيث يشهد منذ مطلع العام الجاري نشاطاً متزايداً في حركة السفن القادمة بالمواد الغذائية والإنشائية الأساسية، بفضل تنسيق حكومي يهدف إلى ضمان انسيابية التوريد وتخفيف أي اختناقات قد تواجه سلاسل الإمداد الداخلية.

ويأتي وصول الباخرة “NAVEGANTES” وشحنات القمح الجديدة ليؤكد استمرار تنفيذ البرنامج الحكومي لتأمين المواد الاستراتيجية، وسط ظروف اقتصادية معقدة تتطلب إدارة دقيقة وتنسيقاً فعالاً بين مؤسسات الدولة، لتأمين استقرار السوق المحلية ودعم صمود الاقتصاد الوطني في مرحلة التعافي.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى