اخبار سوريا : نساء في قلب الخطر: سوريات يتقدمن الصفوف لإزالة مخلفات الحرب وتوعية المجتمعات

×
لم تكن الحرب في سوريا مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة يومية للبقاء خاضها المدنيون، وبرزت فيها المرأة السورية كفاعل أساسي في مقاومة تبعاتها وتداعياتها، ليس فقط في ميادين الدعم الإنساني والاجتماعي، بل أيضًا في ميادين محفوفة بالمخاطر، كالتعامل مع الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على تجارب ثلاث نساء سوريات انخرطن في العمل التطوعي ضمن فرق الدفاع المدني، حيث أسهمن بفعالية في أعمال التوعية وإزالة آثار الحرب، متحديات الخوف والقيود الاجتماعية، ومثبتات حضوراً لافتاً في ميدان لطالما احتُكر من قبل الرجال.
إسراء الجرو.. من علم النفس إلى خطوط التماس
إسراء الجرو، طالبة في قسم الإرشاد النفسي، بدأت مسيرتها التطوعية في صفوف الدفاع المدني السوري في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ضمن فرق التعامل مع مخلفات الحرب. خضعت لتدريبات متخصصة على أيدي خبراء في الدفاع المدني، تعرّفت خلالها على أنواع الذخائر، وآليات رصدها والتعامل معها، إضافة إلى بروتوكولات الأمان والوقاية الشخصية.
في حديثها لـ”شبكة شام”، أوضحت إسراء أن مهمتها الأساسية تتمثل في توعية المدنيين بمخاطر الذخائر غير المنفجرة، والإبلاغ عن مواقع وجودها تمهيدًا لإزالتها، مشيرة إلى أن هدفها الأول هو حماية المجتمعات المحلية من هذه الأخطار الصامتة.
تقول إسراء: “قبل أن نبدأ العمل في أي منطقة، نقوم بجمع معلومات تفصيلية عنها، من خلال استبيانات ميدانية مع السكان المحليين، ونسأل عن تاريخ تعرضها للقصف أو الاشتباه بوجود ألغام. بعدها نطبق الإجراءات القياسية بدقة، من ارتداء اللباس المخصص، إلى الالتزام بمبدأ (رجل واحد، خطر واحد)، حيث يمنع الاقتراب العشوائي من أي جسم مشبوه”.
ولاء دياب.. قيادة نسائية في مواجهة الذخائر
ولاء دياب، تقود فريق مسح الذخائر غير المنفجرة التابع للدفاع المدني في مركز صوران بمحافظة حماة. تعمل في هذا المجال منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدأت خلالها بتلقي تدريبات متقدمة في المسح غير التقني والتوعية المجتمعية، وتُشرف يوميًا على تنفيذ عمليات الكشف الميداني في المناطق المتأثرة بالقصف.
تؤمن ولاء بأهمية وجود عناصر نسائية ضمن فرق المسح، ليس فقط لدواعي التنوع، بل أيضًا لتسهيل التواصل مع مختلف فئات المجتمع، خاصة في المناطق المحافظة التي يصعب فيها على الرجال الوصول إلى النساء.
وتقول: “وجود النساء في الفرق الميدانية يفتح أمامنا المجال للحصول على معلومات دقيقة، سواء عبر التقييم المجتمعي أو من خلال النساء أنفسهن اللواتي غالبًا ما يمتلكن معطيات لا تصل إلى الرجال”.
ديمة السعيد.. صوت من إدلب يحمل رسالة إنسانية
من محافظة إدلب، تنضم ديمة السعيد إلى هذا الحضور النسائي الفاعل، حيث تعمل منذ ثلاث سنوات في مجال الكشف عن الذخائر غير المنفجرة والتوعية بمخاطرها. انخرطت ديمة في هذا العمل بدافع إنساني، بعدما شاهدت آثار انفجار ذخيرة على إحدى العائلات في قريتها، وقررت أن تكون جزءًا من الجهود الرامية إلى إنقاذ الأرواح.
تشارك ديمة في أنشطة متنوعة، تشمل استخدام الأجهزة المخصصة لرصد الأجسام المشبوهة، والمشاركة في عمليات الإزالة الميدانية، إلى جانب جلسات التوعية التي تستهدف النساء والأطفال بشكل خاص.
تقول: “النساء هنّ مفتاح الوصول إلى شرائح مجتمعية حساسة، والأطفال هم الفئة الأضعف التي يجب أن نحميها. لهذا، نركّز في توعيتنا على أشكال الذخائر، وطرق التعرف عليها، وخطوات الإبلاغ الآمن عند رؤيتها”.
وتوجه ديمة رسالة للأهالي: “لا تلمسوا أي جسم غريب، لا تقتربوا من شيء لا تعرفونه، بل بلّغوا فورًا. الوعي هو درع الحماية الأول لنا ولأبنائنا، وكل بيت ومدرسة يمكن أن يكونا منابر للتوعية”.
صوت نسائي يرفض الصمت
تعكس تجارب إسراء وولاء وديمة ملامح نضال صامت تقوده نساء سوريات في وجه آثار الحرب، واضعات أنفسهن في الخطوط الأمامية، من أجل مستقبل أكثر أمانًا لمجتمعاتهن. وفي ظل التحديات الأمنية والاجتماعية، أثبتت هؤلاء النساء أن الإرادة والوعي كفيلان بكسر القيود وتغيير الواقع، حتى في أكثر الميادين خطورة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.