اخبار سوريا : من الميدان إلى الشاشات: معركة الثورة السورية تنتقل إلى منصات التواصل


من الميدان إلى الشاشات: معركة الثورة السورية تنتقل إلى منصات التواصل

بعد أكثر من 14 عاماً من التضحيات، أثبتت الثورة السورية أنها قادرة على الثبات، رغم كل أشكال القمع التي تعرضت لها. لم تُثنِ عزيمتها المدافع، ولا أخمدها القصف، ولا أوقفتها المعتقلات، ولا شتّتتها موجات التهجير. صمدت بأبنائها الذين حملوا راية الحرية، ودفعوا تضحيات ثمناً لها.

لكن، مع سقوط النظام البائد، وانفتاح باب الأمل نحو بناء سوريا جديدة، ظهرت معركة من نوع مختلف، معركة لا تُخاض بالسلاح، بل بالكلمات، بالشائعات، بالتضليل، والتحريض… إنها معركة الإعلام ومنصات التواصل.

تحوّل أدوات الصراع
في السابق، كان العدو واضحاً، مرئياً، يصطف في خنادق النظام البائد، ويقصف المدن والبلدات بلا رحمة. أما اليوم، فالمعركة باتت في الفضاء الرقمي. يختبئ الخصوم خلف أسماء وهمية، يختلقون الأكاذيب والشائعات، يشككون في النوايا، ويزرعون بذور الفتنة بين أبناء الصف الواحد. تحوّلت البنادق إلى تغريدات ومنشورات، والمدافع إلى تعليقات تهدف إلى خلق انقسام مجتمعي وتشويه صورة الثورة والحكومة التي انبثقت عنها.

الهجوم الإعلامي الجديد… خطاب بوجه ناعم
يحاول أعداء الثورة إظهار أنفسهم كمدافعين عن قضايا “عادلة”، فيتحدثون عن “حماية الأقليات”، و”مخاوف الطائفية”، و”الإقصاء”، ويعيدون تدوير سرديات النظام البائد لتشويه صورة الحكومة والمعارضين والثوار. يركّزون على حالات فردية أو أخطاء بشرية، ويضخمونها لتعميمها على كامل الجسم الثوري، في محاولة لضرب شرعيته أمام السوريين وأمام العالم. 

استغلال الثغرات والطعن في الدولة
كل حكومة ناشئة تواجه تحديات، خاصة بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار. ويُدرك أعداء الثورة هذا الواقع جيداً، لذلك يعملون على استغلال أي تأخير في الخدمات، أو خلل في الأداء، أو حتى تصريحات غير محسوبة، للطعن في تجربة الدولة الجديدة.

يركزون على النواقص دون النظر إلى الظروف، ويُغفلون أن من يحكم اليوم ورث تركة ثقيلة من الدمار والتفكك الاقتصادي والاجتماعي، ويحاول النهوض وسط أنقاض وطن مزّقته آلة الأسد لعقد ونصف.

الحكومة الجديدة في مواجهة التحديات
تخوض الحكومة السورية الجديدة صراعاً يومياً لتثبيت دعائم الدولة، وإعادة بناء المؤسسات، وتوفير الحدّ الأدنى من مقومات الحياة الكريمة للناس. لكنها في الوقت ذاته، تواجه حرباً نفسية وإعلامية مفتوحة تهدف إلى ضرب الثقة بينها وبين الشارع. هذه الحرب قد تكون أشد فتكاً من الطائرات، لأنها تُفقد الناس الأمل، وتُربك الرؤية، وتفتح الباب للفوضى والانقسام.

الوعي هو السلاح الأقوى الآن
في هذه المرحلة المفصلية، لا بد من رفع منسوب الوعي لدى المجتمع، وخاصة بين الشباب. فالإشاعات لا تنتشر إلا في بيئة غير واعية، والتضليل لا ينجح إلا في عقول لم تتعلم التحقق أو لم تُدرّب على النقد البناء. محاربة المتربصين لا تكون بالسكوت عنهم، بل بالتصدي لمحتواهم، ونشر الحقيقة، وتعزيز الخطاب العقلاني، ودعم الحكومة في خطواتها التصحيحية لا بجلدها على كل هفوة.

لم تنتهِ معركة الثورة بانكسار النظام، بل بدأت مرحلة جديدة أكثر حساسية. مرحلة تثبيت الحلم وتحويله إلى واقع. ولأن هذا التحول لا يُرضي البعض، يحاولون بكل وسيلة ضرب المشروع من داخله. لكن، كما صمدت الثورة في وجه القنابل، ستصمد في وجه الشائعات. فالمعركة الآن هي معركة وعي… ومن يملك الوعي، يملك المستقبل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى