اخبار سوريا : من الخوف إلى الثقة: كيف يساعد المعلم الطالب المتأثر بالعنف الأسري؟

×
تعتمد العديد من الأسر على الضرب المبرح كوسيلة لتربية أبنائهم، معتقدين أنهم بذلك يوجهونهم نحو السلوك الصحيح ويربونهم بطريقة سليمة. إلا أن هذا الأسلوب يترك آثاراً سلبية كبيرة على نفسية الطفل وشخصيته، فيجعله يعيش حالة دائمة من الخوف والقلق.
هذه الأوضاع لا تقتصر آثارها على المنزل فحسب، بل تمتد أيضاً إلى تحصيله الدراسي، حيث تتأثر قدرته على التركيز والمشاركة في الصف بشكل واضح. غالباً ما يظهر الطالب الذي يتعرض للعنف في المنزل داخل المدرسة بخجل واضح وتردد مستمر. ويعيش حالة دائمة من القلق والتوتر، حتى في أبسط المواقف العادية.
كما يخاف من أي احتمال أن يقوم المعلم بإبلاغ عائلته بأي أمر يتعلق به، سواء في الصف أو خارج الدرس. نتيجة لذلك، يميل هذا الطالب إلى الانعزال، ويبتعد عن المشاركة في الأنشطة الجماعية، ويصعب عليه بناء علاقات طبيعية مع زملائه.
ويشير محمد موسى، مدرس ثانوي، خلال حديثه مع شبكة شام الإخبارية، إلى أن العنف الأسري ينعكس مباشرة على تحصيل الطالب الدراسي، فالطالب الذي يعاني من العنف غالباً ما يواجه ضعفاً في التركيز والانتباه، حيث يمنعه خوفه وتوتره المستمر من متابعة الدروس والاحتفاظ بالمعلومات المهمة، كما قد يتراجع أداؤه بشكل ملحوظ في الامتحانات والواجبات المنزلية.
ويضيف موسى أن خوف الطالب من الوقوع في الخطأ يجعله متردداً في الإجابة على الأسئلة أو المشاركة في النقاشات الصفية، ويبتعد عن الأنشطة الجماعية، مما يحد من تطوير مهاراته الاجتماعية والتعليمية. ويؤكد أن تراكم هذه المشاعر السلبية يؤدي أحياناً إلى انخفاض دافعية الطالب للتعلم بشكل مستمر.
وفي مواجهة هذه الصعوبات، يصبح دور المعلم أساسياً في تقديم الدعم للطالب ومساعدته على تجاوز تأثيرات العنف الأسري. وتشير الدراسات النفسية إلى أن خلق بيئة صفية آمنة وهادئة، يشعر فيها الطالب بالأمان ويقل فيها التركيز على العقاب أو النقد، يساعد على تحسين التركيز والأداء الدراسي.
كما تؤكد الدراسات التربوية أن الانتباه لمشاعر الطالب وملاحظة سلوكياته دون إطلاق أحكام، وإدماجه تدريجياً في الأنشطة الجماعية، يعزز ثقته بنفسه ويساهم في تطوير مهاراته الاجتماعية والتعليمية.
وتضيف الأبحاث أن مكافأة الطالب على جهوده الصغيرة ومتابعة تقدمه النفسي والدراسي بشكل منتظم، مع إحالة الطالب إلى الأخصائي النفسي عند الحاجة، يقلل من تأثير المشاعر السلبية الناتجة عن العنف المنزلي. وأخيراً، يمكن التواصل مع الأهل بطريقة حساسة لتقديم النصائح دون تعريض الطالب للخطر.
خلاصة القول، يبقى الطالب المتأثر بالعنف الأسري بحاجة إلى دعم ليتمكن من التغلب على الخوف وتحسين تركيزه وأدائه الدراسي، وذلك من خلال خلق بيئة صفية هادئة وتشجيعه تدريجياً على المشاركة في الأنشطة الجماعية لتعزيز ثقته بنفسه وتقليل أثر التوتر النفسي على تعلمه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








