اخبار سوريا : قراءة مركز CSIS لمرحلة الانتقال السوري: نافذة ضيقة للتغيير وفرصة قد لا تتكرر

×
قدّم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) الأميركي تقييماً معمقاً للمرحلة الانتقالية التي تشهدها سوريا بعد عام على سقوط نظام الأسد، واصفاً إياها بأنها مرحلة شديدة الحساسية تُرسم خلالها ملامح المستقبل السياسي للبلاد.
يؤكد المركز أن نافذة التحول الديمقراطي ضيقة وقابلة للإغلاق سريعاً إن لم تتخذ الحكومة خطوات جدية لترسيخ الاستقرار وتعزيز الثقة الشعبية، برغم تراجع مستويات العنف، واتساع الانفتاح الدبلوماسي، وتحسن المؤشرات الاقتصادية عقب رفع العقوبات الأميركية،
ترصد بعثة المركز التي زارت دمشق مشهداً مزدوجاً: أملٌ يتنامى وتوسعٌ ملحوظ في حرية التعبير والمشاركة المدنية، يقابله هشاشة أمنية، تصاعد انقسامات طائفية، ووجود “حكومة ظل” داخل المؤسسات الرسمية، إلى جانب فجوة متزايدة بين الحكومة والمواطنين وبطء واضح في عملية إعادة الإعمار رغم الحراك الاستثماري الخليجي ومحاولات دمشق تعزيز علاقاتها الدولية.
ويشير المركز إلى أن نجاح الانتقال السياسي مشروط بتوسيع دائرة الحكم، وطرح رؤية سياسية واضحة، وتعزيز العدالة والمصالحة، وتحسين الخدمات الأساسية. ويرى أن تجاهل التوترات المجتمعية أو استمرار تركّز السلطة، إضافة إلى بطء الإصلاحات، قد يؤدي إلى إغلاق فرصة التحول التاريخي التي تتيحها الظروف الإقليمية والانفتاح الخليجي.
ورغم شمول التقرير معظم التحديات الوطنية، يلاحظ المركز تجاهلاً واضحاً لمستقبل “قسد” والإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، مكتفياً بإشارات عامة لا تعكس أهمية هذا الملف في أي تسوية سياسية شاملة.
ويصف المركز المرحلة الانتقالية بأنها تقف بين صبر السوريين وآمالهم من جهة، وبين الإرث الثقيل لسنوات الحرب والاستبداد من جهة أخرى. فاستمرار هذه الفرصة يتطلب معالجة ملفات أساسية، أبرزها نزع الاحتقان الطائفي، وتوسيع المشاركة السياسية خارج الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس أحمد الشرع، وتعزيز الثقة الداخلية بخطوات عملية لا خطابية. وهنا يأتي الدعم الخليجي—وخاصة السعودي والقطري—كعامل محوري شريطة الالتزام بالشفافية والتنسيق المهني في برامج الدعم والاستثمار.
وخلال زيارة فريق CSIS إلى دمشق وريفها، التقى الوفد مسؤولين حكوميين، ومنظمات مجتمع مدني، ووكالات أممية، ومستثمرين سوريين وخليجيين، إضافة إلى سوريين عادوا من إدلب ودول الجوار.
وينقل الفريق مشاهد جديدة على الحياة العامة في سوريا بعد التحرير: نقاشات مفتوحة، جرأة في نقد الأداء الحكومي، وحيوية مدنية غير مسبوقة. مشاهد لم تكن ممكنة في حقبة الأسد، حيث أدى تدخل مدني مباشر في أحد المواقف إلى تراجع عناصر الأمن عن إغلاق أحد المواقع العامة.
وفي المقابل، تستمر التحديات الكبرى: بطء إعادة الإعمار، بنى خدمات غير مستدامة رغم تحسن الطاقة، وحركة استثمارية حذرة. لكن السوريين يعوضون ذلك بمبادرات ذاتية لإزالة الركام وإعادة البناء، بينما يبرز دور المغتربين كمحرّك اقتصادي حيوي يرفد القطاعات الإنتاجية.
وتستند الحكومة الانتقالية في تجربتها إلى دروس من تجارب دولية عديدة—من جنوب أفريقيا إلى رواندا ولبنان—إضافة إلى تجربة الإخوان المسلمين في مصر، التي تُستشهد بها لتأكيد أهمية عدم الارتهان للقوة العسكرية أو سوء تقدير الشعبية.
أما الدور الخليجي، وخاصة السعودي والقطري، فيُعد أحد أعمدة الاستقرار من خلال دعم الطاقة والرواتب وبرامج المساعدات الإنسانية، وهو دعم يتناغم مع رؤية إقليمية جديدة تربط الخليج بأوروبا عبر مسارات اقتصادية تمر عبر سوريا.
خلاصة مركز CSIS: فرصة قائمة… لكنها هشة
يرى المركز أن سوريا تقف أمام مفترق تاريخي نادر، فرصة لبناء دولة جديدة قائمة على الحرية والعدالة والمشاركة، وفي المقابل خطر انتكاسة محتملة إذا لم تُعالج نقاط الضعف بسرعة وجرأة، فالأمل موجود، والفرص متاحة، والدعم الخارجي حاضر… لكن الزمن ليس بلا نهاية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








