اخبار سوريا : فلول النظام والمخدرات… الحقيقة وراء تشكيل الهجري لـ

×
كشفت مصادر إعلامية محلية عن وجود العديد من الشخصيات الإجرامية وقادة الميليشيات ضمن التشكيل الذي أعلن عنه في السويداء حيث ظهر العميد المجرم “جهاد نجم الغوطاني”، أحد ضباط النظام البائد، في صدارة المشهد مع إعلان تشكيل ما يسمى بـ”الحرس الوطني” تحت قيادة “حكمت الهجري”.
وينحدر “الغوطاني”، من قرية طربا، بريف السويداء وشغل منصب قائد المدفعية في الفرقة الرابعة وشارك في حملات عسكرية ضد المدنيين في ريف دمشق وإدلب، وتمت ترقيته إلى رتبة عميد في 2019 قبل أن يتوجه إلى السويداء بعد سقوط النظام البائد.
وأفاد ناشطون أن ظهور الغوطاني في الإعلان لم يكن صدفة، بل حمل رسالة واضحة بأن التشكيل الجديد قائم على إعادة تدوير وجوه أمنية وعسكرية متورطة في الجرائم والانتهاكات، ويهدف لتثبيت نفوذ فلول النظام في المنطقة.
تشكيل الهجري… إعادة تدوير فلول النظام وتجار المخدرات
وضم التشكيل نحو ثلاثين ميليشيا محلية، من بينها عناصر وعصابات سبق أن ارتبطت أسماؤها بالخطف والسطو والنهب وابتزاز النساء، إلى جانب مزاعم عن الانخراط في تجارة وتصنيع المخدرات.
أبرز هذه المجموعات “قوات سيف الحق” و”قوات الفهد”، والتي تشير تقارير محلية وتحقيقات سابقة إلى تورط قادتها، مثل رامي ومهند مزهر، في أعمال إجرامية تشمل الدعارة والخطف والقتل والاتجار بالمخدرات، مع علاقات وثيقة ببقايا النظام السابق وأجهزته الأمنية مثل علي مملوك وكفاح الملحم وراجي فلحوط.
المطلوب دولياً عودات أبو سرحان ضمن صفوف الحرس الوطني
وكما برز في المشهد اسم عودات فواز أبو سرحان، الذي أوردت تقارير إعلامية أنه مطلوب دولياً من قبل الإنتربول بتهمتي تهريب السلاح والمخدرات، ولديه سجل جنائي ممتد يشمل عمليات خطف وسطو مسلح وسرقة سيارات.
إضافة إلى تورطه في اقتحام قرى درعا عام 2014 مع مليشيات مدعومة من الأمن العسكري، وتنظيم عمليات “التعفيش” وبيع المسروقات في ما عرف بـ”سوق السنة” في السويداء ومحافظات أخرى.
بيانات التشكيل تُخفي أجندة الانفصال ومواجهة الحكومة السورية
بالمقابل حاولت بيانات التشكيل تصويره كجهد لتوحيد القوى المحلية في مواجهة ما وصفوه بـ”العصابات السلفية”، والدفاع عن الهوية والمصالح المحلية، مع التأكيد على الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في السويداء، ممثلة بالهجري.
غير أن هذا الطرح اصطدم بمواقف المعارضة المحلية، مثل الشيخ ليث البلعوس و”مضافة الكرامة”، الذين اعتبروا التشكيل خطوة عسكرة جديدة تحمل مخاطر الانفصال والتمدد على حساب الاستقرار المدني، وأنه يمثل نسخة مستنسخة من “الحرس الثوري” الإيراني.
ووفق الأصوات المعارضة للتشكيل فإنه يعكس غياب صوت العقل والمواقف الوطنية الضرورية في الظروف العصيبة التي تمر بها المحافظة، من دمار وخراب ونقص في المواد الغذائية وشح في المياه والكهرباء وانقطاع الاتصالات.
وبهذه المعطيات، لا يُعد تشكيل “الحرس الوطني” في السويداء مجرد خطوة عسكرية عابرة، بل يُظهر كياناً سياسي–أمنيّاً يختلط فيه النفوذ الشخصي للفلول، والوجوه المتورطة في تجارة المخدرات والانتهاكات، تحت غطاء ديني محلي، في حين يبقى الرهان على المجتمع المدني في المحافظة، الذي رفض الانخراط، هو الضامن الوحيد للحفاظ على الحد الأدنى من القانون والنظام وحماية المدنيين.
السويداء تتحول إلى ملاذ لفلول النظام الخارجة عن القانون
وتأكدت معلومات موثوقة من وجود منظومة متكاملة من الضباط السابقين في أجهزة الأمن والجيش التابعة لحكومة الأسد البائد، ضمن الصفوف القيادية لميليشيات حكمت الهجري في السويداء، والمتورطين في ارتكاب عشرات الجرائم بحق المدنيين السوريين.
وتضم هذه الشبكة اللواء “جاد الله قيصر”، القائد السابق في سلاح الطيران والمتورط في قصف عشرات المدن والبلدات، والعميد “جهاد غوطاني”، من الحرس الجمهوري الذي شارك في حملات عسكرية بريف دمشق.
إلى جانب العميد “أسامة زهر الدين”، شقيق اللواء عصام زهر الدين، والذي خدم في الحرس الجمهوري وأشرف على إعدامات ميدانية كما تضم العميد عصام سلمان مزهر، الطيار الحربي الذي نفذ غارات على مناطق مدنية، والعميد سامر الشعراني الذي عمل في سجن صيدنايا وشارك في عمليات التعذيب والقتل.
وتشمل القائمة أيضاً العميد شكيب أجود نصر الذي عيّنه حكمت الهجري قائداً لقوى الأمن الداخلي في السويداء بعد أن شغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في طرطوس، وهو متهم بارتكاب جرائم حرب، إضافة إلى العميد أنور عادل رضوان الذي عُيّن معاوناً لقائد قوى الأمن الداخلي في السويداء بعد أن كان مديراً لأمن منطقة بانياس، ومتهم بارتكاب انتهاكات واسعة.
بالإضافة إلى عشرات الضباط الآخرين بينهم المقدم “يحيى ميّا”، من قرى طرطوس، وله سجل واسع في تصفية المعارضين واعتقالهم، إضافة إلى تجارة المخدرات خدم سابقاً في معبر نصيب وفرع الأمن السياسي بإزرع، وظهر مؤخراً ضمن صفوف المجلس العسكري في السويداء.
وتشير مصادر إعلامية إلى أن السويداء باتت ملاذاً آمناً لعشرات الضباط التابعين للنظام البائد، حيث يحتمون بما يسمى “المجلس العسكري” الذي يترأسه المدعو “طارق الشوفي”، ويُتهم هذا المجلس بإفشال أي تقارب أو تسوية مع الدولة السورية، ورفض دمج القوى غير المرتبطة بالنظام البائد ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.
وكانت رصدت شبكة شام الإخبارية مقتل عدد من ضباط فلول نظام الأسد البائد خلال اشتباكات عنيفة اندلعت مؤخراً في محافظة السويداء، بين مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وقوات الجيش السوري، في مشهد يكشف عن تورط مباشر لعناصر وقيادات سابقة من النظام البائد في تأجيج العنف ونسف الاستقرار داخل المحافظة.
ويذكر أن معطيات ميدانية وتقارير إعلامية متقاطعة، تشير إلى تزايد انخراط فلول نظام الأسد البائد في المواجهات المسلحة الأخيرة التي شهدتها السويداء، خصوصاً إلى جانب ميليشيات الهجري ومجموعات رديفة له من الخارجين عن القانون، وذلك في مواجهة قوات الجيش السوري ومكونات عشائرية من بدو السويداء، ما يكشف عن مخطط تخريبي تقوده بقايا النظام البائد لإجهاض جهود الدولة في فرض الأمن.
السويداء
ميلشيات الهجري
حكمت الهجري
الحرس الوطني في السويداء
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.