اخبار سوريا : رمزية متناقضة في الجنوب السوري: أعلام الاحتلال تُرفع ورايات الثورة تُهان


رمزية متناقضة في الجنوب السوري: أعلام الاحتلال تُرفع ورايات الثورة تُهان

أثارت صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً في الأوساط السورية، بعد أن ظهر فيها شاب من أبناء الطائفة الدرزية في السويداء، وهو يرفع علم الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب راية الطائفة الدرزية، بينما يقف على علم الثورة السورية الذي يمثل اليوم علم الجمهورية العربية السورية الجديد، في مشهد استفزّ شريحة واسعة من السوريين وأثار تساؤلات حول دلالاته السياسية والاجتماعية.

رمزية الأعلام في المشهد
يحمل المشهد أبعاداً رمزية متناقضة، إذ إن رفع علم الاحتلال الإسرائيلي على الأرض السورية يمثل استفزازاً واضحاً للرأي العام، خاصة في ظل التوغلات المتكررة التي شهدها الجنوب السوري خلال الفترة الماضية، وما ارتكبته إسرائيل من انتهاكات في الجولان المحتل.

كما أن الوقوف على علم الثورة السورية، الذي اعتمده السوريون بعد سقوط نظام الأسد رمزاً للوحدة الوطنية والانعتاق من الاستبداد، يشكل رسالة سلبية تنطوي على استهانة بتضحيات مئات الآلاف من الضحايا الذين قضوا خلال الحرب.

 ردود فعل مستنكرة
لاقى المشهد استهجاناً واسعاً من ناشطين وحقوقيين، معتبرين أن هذه التصرفات تسيء إلى النسيج الوطني السوري، وتصبّ في خانة تعزيز الانقسامات الطائفية، وأشار كثيرون إلى أن الطائفة الدرزية في سوريا عُرفت تاريخياً بمواقف وطنية رافضة للاحتلال الإسرائيلي، وأن ما حدث لا يعكس الموقف العام لأبناء السويداء الذين طالما رفضوا التطبيع والهيمنة الخارجية.

 أبعاد سياسية واجتماعية
يرى مراقبون أن هذه الصورة تحمل رسائل خطيرة في توقيت حساس تعيشه محافظة السويداء، حيث تزايدت مؤخراً حالات الانفلات الأمني وتعددت الولاءات السياسية والعسكرية بين جماعات محلية، كما اعتبر آخرون أن رفع علم الاحتلال إلى جانب راية الطائفة يوحي بمحاولة استغلال الهوية الدينية في تكريس ارتباطات خارجية تتعارض مع المصلحة الوطنية.

ويربط البعض بين هذا المشهد وبين النشاطات الأخيرة لمجموعات مسلحة مرتبطة بشخصيات دينية وسياسية في السويداء أبرزها الهجري، والتي أُثيرت حولها اتهامات بالتواصل مع إسرائيل أو تلقي دعم منها، وهو ما يثير المخاوف من تكريس عزلة المحافظة عن محيطها الوطني.

دعوات لتوحيد الموقف الوطني
في ظل هذه الملابسات، دعا ناشطون ووجهاء محليون إلى ضرورة مواجهة مثل هذه التصرفات بحزم، مؤكدين أن حماية وحدة سوريا تقتضي رفض أي مظاهر للتطبيع أو الإساءة لرموز الثورة الوطنية، كما شددوا على أن راية الطائفة الدرزية كانت وستظل رمزاً للهوية الدينية والثقافية، وليست أداة لتبرير أي ارتباط خارجي أو خيانة لدماء الشهداء السوريين.

فالمشهد الذي جمع بين رفع علم الاحتلال الإسرائيلي ودهس علم الثورة السورية لا يمثل فقط استفزازاً عابراً، بل يعكس صراع الرموز والهويات في مرحلة حساسة من تاريخ سوريا، وهو يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها البلاد في بناء هوية وطنية جامعة، في مواجهة محاولات تشويه الثورة وجرّ بعض الفئات نحو ارتباطات خارجية تمس استقلال القرار السوري.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى