اخبار سوريا : ذوو الإعاقة بين شوارع سوريا.. من الحاجة إلى الاستغلال

×
تفاقمت ظاهرة التسوّل في مناطق مختلفة من سوريا خلال سنوات الحرب بشكل لافت، حيث تحوّلت إلى مشكلة اجتماعية مُزمنة تفرض نفسها على المشهد اليومي. فبفعل تداعيات الصراع، ازداد عدد المتسولين في الشوارع والأسواق وحتى أمام دور العبادة، يعكس أغلبهم ملامح أزمات متشابكة يهيمن عليها الفقر المدقع، تدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار شبكات الأمان الاجتماعي.
وصل الحال إلى درجة أن يُحاط الفرد بعشرات الأيدي الممدودة باحثة عن لقمة العيش، في مشهد يُجسّد الانزياح القسري لملايين السوريين من دائرة الكفاف إلى هاوية الحاجة. في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة جديدة تزيد من تعقيد مشكلة التسوّل، حيث انتشرت مشاهد مؤلمة لأشخاص ذوي إعاقات جسدية واضحة أو يعانون من أمراض مزمنة يجلسون على قارعة الطرقات، مُستغلين حالتهم الصحية الصادمة لجذب انتباه المارّة.
هذه المشاهد لا تترك فقط إحساساً بالأسى لدى المتلقّي، بل تُثير أيضاً تساؤلات حول مدى استغلال هؤلاء الأفراد من قِبل شبكات مُنظمة، أو اضطرارهم إلى هذه الخطوة بسبب غياب الرعاية الاجتماعية والصحية. كما أن تكرار هذه المواقف يولّد لدى الأهالي شيئاً من التبلد العاطفي أو الإحساس بالعجز، لعدم قدرتهم على المساعدة.
في قرية قاح بريف إدلب الشمالي، تقول إحدى السيدات: “منذ سنوات ونشاهد فتى بقدمين مقطوعتين يجلس على حافة الطريق، يرفع يده طالباً المساعدة. أحياناً نراه يزحف على يديه بين السيارات والدراجات النارية المارة، مما يخلق لاداخلنا شعوراً بشفقة ممزوجاً بأسئلة: من يجلبه إلى هذا المكان؟ ومن يأخذه؟ وأين عائلته؟”
وتقول سيدة أخرى من مدينة أعزاز: “كلما ذهبت إلى مركز البريد، أجد فتاة تبلغ حوالي 12 عاماً، تعاني من إعاقة ذهنية وترتدي ملابس رثة، تطلب المال من الزوار. معظم الناس يتعاطفون معها ويساعدونها. كلما تذكرتها أشعر بالحزن على وجود مثل هذه الحالات في بلادنا.
تتنوع دوافع التسول بين الأفراد، فبعضها ناتج عن ظروف الفقر المدقع وفقدان مصادر الدخل، بينما تحول عند آخرين إلى مهنة اعتادوا عليها. أما فيما يخص ذوي الإعاقة، فإن الآراء حولهم تتباين – فمن الناس من يرون فيهم ضحايا ظروف قاسية حرمتهم من القدرة على كسب العيش، بينما يشير آخرون إلى وجود حالات استغلال حيث يتم توظيف إعاقتهم لإثارة عواطف المارة وحثهم على العطاء.
وكان ناشطون في سوريا قد وجّهوا رسائل ونداءات استغاثة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، طالبوا فيها بالتدخّل العاجل لوضع حلول لمشكلة التشرد والتسوّل المنتشرة في البلاد. ونشر هؤلاء الناشطون صوراً لأطفال يعيشون في الشوارع ويتسوّلون، مؤكدين أن هذه الظاهرة تشكّل خطراً كبيراً على الصعيد المجتمعي. وطالبوا الوزارة باتخاذ إجراءات فعّالة لمعالجة هذه الأزمة والحد من انتشارها، وضرورة مساعدة المشردين والمتسوّلين.
كما كانت السيدة هند قبوات قد أجرت زيارة إلى الأردن استمرت ليومين، بهدف الاطلاع على البرامج والخدمات التي تقدّمها وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية، خاصة البرامج المقدّمة في مجالات الحماية والرعاية الاجتماعية، خاصةً للأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام.
وأعربت الوزيرة السورية قبوات عن تقديرها الكبير للأردن ورغبتها في الاستفادة من تجربته المتميّزة في عدة مجالات، خاصةً مكافحة التسوّل وتنظيم عمل الجمعيات وإدارة الصندوق الوطني للمعونة، مؤكدةً على أهمية تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البلدين.
تظلُّ ظاهرة التسول في سوريا، وخاصة بين ذوي الإعاقة، شاهداً صارخاً على معاناة إنسانية تستوجب التضامن والعمل الجاد. هؤلاء الأفراد، الذين يجدون أنفسهم دون خيار سوى اللجوء إلى الشوارع، يمثلون الفئة الأكثر هشاشة في ظل الأزمات المتلاحقة.
إن معالجة هذه القضية تتطلب تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والأفراد، من خلال توفير برامج حماية اجتماعية شاملة وفرص عمل لائقة. الكرامة الإنسانية ليست رفاهية، بل حق أساسي لكل مواطن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.