اخبار سوريا : تحديات التعليم في ريفي إدلب وحماة: دمار المدارس ونداء الأهالي للترميم

×
عقب سقوط النظام البائد، عاد آلاف الأهالي إلى قراهم ومدنهم في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بعد سنوات طويلة من النزوح والحرب. لكن عودتهم لم تخلُ من العقبات، وأبرزها حالياً دمار المدارس. فالعديد من المنشآت التعليمية ما زالت مدمرة وغير مؤهلة لاستقبال الطلاب لمتابعة العملية التعليمية.
مع اقتراب العام الدراسي، يتزايد قلق الأهالي بشكل كبير إزاء المدارس المدمرة في منطقتهم، إذ يواجهون صعوبة في ضمان تعليم أبنائهم في بيئة آمنة ومؤهلة. هذا القلق لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يمتد ليشمل المخاوف النفسية والاجتماعية للأطفال، الذين قد يفقدون استقرارهم الروتيني ويعانون من حرمان مؤقت أو دائم من التعليم.
تتفاوت الأضرار بين مدرسة وأخرى بحسب القصف الذي تعرضت له كل منطقة وبحسب الاستهدافات التي طالتها. فبعض المدارس مدمرة بالكامل، وبعضها تضرر جزئيًا، بينما تحتاج مدارس أخرى إلى إصلاحات محددة مثل تركيب الأبواب والنوافذ، وتأمين المقاعد، وتجهيز بيئة تعليمية آمنة للطلاب.
هذه الأوضاع الصعبة تشمل مناطق متعددة، من بينها كفرنبودة واللطامنة ولحايا والمصاصنة والبويضة والزوار والمحروقة والحيصة والزكاة في ريف حماة، بالإضافة إلى معصران ومعرّة الصين في ريف إدلب، وغيرها من المناطق التي تعاني من تدمير المدارس. هذا الواقع يزيد من تحديات الأهالي في توفير تعليم مستقر وآمن لأبنائهم، ويضعهم أمام صعوبات كبيرة في متابعة العملية التعليمية بشكل طبيعي.
ولا تتوقف التحديات عند مجرد الدمار، بل تمتد لتشمل المخاطر الأمنية، حيث توجد مخلفات حرب وذخائر غير منفجرة تهدد سلامة الطلاب والأهالي على حد سواء. فقد انفجر مؤخراً لغم من مخلفات النظام في إحدى مدارس كفرنبودة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال من أبناء البلدة، وهو ما يزيد من المخاوف ويجعل من ترميم وتأمين المدارس أمراً عاجلاً وضرورياً.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق أعمال ترميم المدارس في ريفي إدلب وحماة، حيث تم ترميم عدة مدارس بالفعل. وقد أعلنت محافظة إدلب، عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء 13 أغسطس 2025، عن إطلاق مشروع لترميم المدارس في ريف إدلب الجنوبي، وذلك بهدف دعم العملية التعليمية وتوفير بيئة دراسية آمنة للطلاب.
وفي هذا الإطار، وقّعت مديرية التربية والتعليم في إدلب مذكرة تفاهم مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين لتنفيذ المشروع، الذي يهدف إلى ترميم وصيانة 44 مدرسة في المنطقة. ويأتي هذا التعاون لتعزيز البيئة التعليمية وضمان حق الأطفال في التعليم ضمن ظروف ملائمة، لا سيما للفئات الأكثر تضرراً من الأوضاع الإنسانية، ولتوفير فرص تعليمية مستدامة للأطفال العائدين إلى ديارهم.
إلا أن مراقبين يؤكدون أن أعمال الترميم الحالية لا تسد الحاجة الكاملة، مما يضع الأهالي أمام احتمالات صعبة وقاسية. فقد يضطر بعض الأهالي إلى انقطاع أبنائهم عن التعليم، أو البحث عن مدارس بديلة قد تكون بعيدة جغرافياً، مما يترتب عليه نفقات إضافية ومشقات كبيرة.
كما تبرز إمكانية حدوث نزوح عكسي لبعض الأسر نحو قرى ومدن الشمال لضمان استمرار تعليم أطفالهم في المدارس المتاحة، وهو ما يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على العائلات ويبرز الحاجة الملحة لتوسيع مشاريع الترميم وتأمين بيئة تعليمية مناسبة.
مع اقتراب العام الدراسي، يطلق الأهالي في تلك المناطق نداء استغاثة إلى الحكومة والجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، مؤكدين على ضرورة ترميم المدارس في أقرب وقت ممكن. فهم يسعون لضمان ألا ينحرم أبناؤهم من حقهم في التعليم، ولتفادي اضطرارهم إلى الرضوخ لخيارات صعبة ومؤلمة، بما يحفظ للأطفال فرص التعلم في بيئة آمنة ومستقرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.