اخبار سوريا : باحث: الدولة يجب أن تحتكر العنف.. والهجري يريد مكاسب سياسية عبر معاناة المدنيين

×
قال الأكاديمي والباحث السياسي عبد الرحمن الحاج، في تسجيل مصوّر نشره موقع تلفزيون سوريا، إن ما يجري في السويداء لا يمكن أن يُدار بمنطق القوة وحدها، بل يجب أن يستند إلى توافقات وطنية، معتبرًا أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية معقدة بعد حرب مدمرة استنزفت طاقات المجتمع وخلّفت عشرات آلاف القتلى.
وأكد الحاج أن إدارة البلاد، ولا سيما المناطق الحساسة كالسويداء، تتطلب حلولًا سياسية متكاملة، مشيرًا إلى أن التوافق الوطني لا يعني تجاهل التمرد المسلح ضد الدولة، أو غض الطرف عن الفصائل التي تفرض وجودها بالقوة، قائلاً: “نحن لا نتحدث عن أهالي السويداء، بل عن فصيل موجود فيها”، في إشارة واضحة إلى ميليشيات الشيخ حكمت الهجري.
تحت سيطرة الهجري.. المدنيون رهائن للطموحات الشخصية
أوضح الحاج أن جزءًا من سكان السويداء أُجبروا على التمترس خلف ميليشيا الهجري، وسط تهديدات طالت حتى قيادات دينية أخرى، بينما تبنّى الشيخ ليث البلعوس، قائد حركة رجال الكرامة، موقفًا وطنيًا مسؤولًا. وأضاف أن العصبية الطائفية تمّ استغلالها إلى أقصى حد، تحت عباءة شيخ يدير ميليشيا مسلحة تضم مجرمين وتجار مخدرات، وفلولًا من نظام الأسد.
ولفت إلى أن الهجري لم يكتف بتوريط الأهالي في العنف، بل حاول تجميل صورة شخصيات دموية مثل عصام زهر الدين، الذي وصفه الحاج بأنه من بين من ارتكبوا جرائم مروعة بحق السوريين. وتابع: “هذه النزعة الطائفية، المقرونة بالتقارب مع إسرائيل، تضع أي دولة في مأزق أمني لا يمكن احتماله”، مشيرًا إلى أن الرهان على تحكيم العقل يجب أن يكون حاضرًا، رغم الانفجار الحاصل.
تواطؤ صامت وصراع على النفوذ
استعرض الحاج كيف بقيت السويداء ثمانية أشهر دون تصعيد، وسط محاولة الدولة احتواء الموقف، معترفًا بوجود أخطاء في التعامل، لكنها لا تبرر انفجار الأوضاع بهذا الشكل. وأضاف: “من غير المنطقي الحديث عن أن كل ما جرى نابع من غضب أهلي، بل هناك طرف محدد يقف خلف الفوضى، وهو ليس السويداء بأكملها، كما يُروَّج”، داعيًا إلى التفريق بين السكان والفصائل المسلحة.
وأشار إلى أن الدولة تحتكر استخدام العنف، لكنها مطالبة في الوقت ذاته ببناء مؤسسات عادلة تُشعر جميع المواطنين بالانتماء والعدالة. واعتبر أن إنهاء أحداث السويداء يجب أن يقود إلى عملية سياسية شاملة، لأن الجراح التي خلّفتها الفتنة الطائفية لا تُعالج بالقوة أو القانون وحدهما.
الطائفية كذريعة وممر إلى الخارج
ورفض عبد الرحمن الحاج الادعاءات بأن ما يحدث في السويداء نابع من استهداف طائفي، مؤكدًا أن “لو كان هناك استهداف طائفي، لكان الدروز في الشمال أولى بالتهديد”، موضحًا أن الطلاب الدروز في جامعات سورية حُفظ أمنهم بجهود الأهالي لا القوات الحكومية.
واتهم الشيخ الهجري بترويج بروباغندا طائفية من أجل استثارة العصبيات وتبرير تصعيده، مشيرًا إلى أن كثيرًا من النشطاء انزلقوا في هذا الخطاب نتيجة خوفهم مما اعتبروه “حرب وجود”، مؤكدًا أنها ليست كذلك.
الهجري يرفض المساعدات ويفتح مسارًا للابتزاز
في ختام حديثه، كشف الحاج أن الشيخ الهجري رفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في السويداء، ليس فقط كوسيلة للضغط على الدولة، بل بهدف أوسع يتمثل بمحاولة افتتاح ممر بري من درعا إلى الأردن، يُستخدم كورقة سياسية لعزل السويداء عن باقي البلاد.
ووصف الحاج هذه الخطوة بأنها “مكسب سياسي قذر”، يقوم على استثمار معاناة المدنيين لتحقيق أهداف ضيقة، محذّرًا من أن استخدام الحصار الإنساني كأداة تفاوض يُعد جريمة أخلاقية ومصدرًا إضافيًا للمعاناة في محافظة دفعت ثمناً باهظاً خلال سنوات الحرب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.