اخبار سوريا : الشيباني: سوريا تدخل مرحلة ترميم الجراح واستعادة التوازن الوطني

×
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في مقابلة مطوّلة مع قناة الإخبارية السورية أن الدبلوماسية السورية الجديدة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مكانة سوريا على الساحة الدولية، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تتطلب جهداً مضاعفاً لإعادة الإعمار المادي والسياسي والاجتماعي، ومعالجة الملفات الحساسة التي خلّفها النظام البائد.
وقال الوزير الشيباني إن ملف السويداء جرح سوري لا يمكن تجاوزه، موضحاً أن ما حدث في المحافظة لم يكن خياراً للحكومة السورية، بل نتيجة ظروف معقدة استغلتها أطراف خارجية.
وأضاف أن الحكومة قدّمت خارطة طريق واضحة لحل الأزمة، حظيت بموافقة الشركاء الدوليين، مشيراً إلى تشكيل لجنة تقصّي حقائق لمتابعة الملف على الأرض.
ودعا الشيباني النخب ومشايخ العقل وكل الشخصيات الوطنية في السويداء إلى العمل بروح جماعية لتجاوز هذه المحنة، مؤكداً أن الحكومة تنظر إلى القضية من منطلق وطني داخلي، في حين أن محاولات تدويلها كانت لخدمة أجندات خارجية لا تمثل أبناء المحافظة.
وفيما يتعلق بملف الشمال الشرقي، كشف الشيباني أن الجهود الدبلوماسية السورية نجحت في إقناع الدول المعنية بملف “قسد” بأن الحل الوحيد المستدام هو تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، الذي ينص على إدماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة.
وأكد أن أي تأخير في تطبيق الاتفاق سيؤثر سلباً على حياة المدنيين وعودة المهجرين، مشدداً على أن هناك فرصة تاريخية لمناطق شمال وشرق سوريا لتكون شريكاً فاعلاً في بناء الدولة السورية الجديدة.
وأوضح الشيباني أن رفض الفيدرالية والتقسيم موقف مبدئي لا يخضع للتفاوض، قائلاً: “وحدة سوريا أرضاً وشعباً خط أحمر، ولا مكان لأي مشاريع تقاسم أو انفصال.”
وتحدث الشيباني عن تحوّل الدبلوماسية السورية بعد سقوط النظام السابق، قائلاً إن الوزارة أصبحت الواجهة الأبرز التي تعبّر عن الحالة السورية الجديدة، مضيفاً:
“نحن كحكومة لم نأتِ من القصور بل من رحم الثورة والمعاناة، ووزارة الخارجية هي خط الدفاع الأول عن مصالح السوريين.”
وأشار إلى أن الدبلوماسية السورية تتبنّى سياسة منفتحة متوازنة لا تقوم على العداء أو الاستقطاب، بل على الحوار والتفاهم مع مختلف الدول، موضحاً أن البلاد نجحت في العودة إلى عدد من المنظمات العربية والدولية بعد سنوات من العزلة.
كما لفت إلى أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة شكلت “نقطة تحول مهمة أعادت صوت سوريا إلى العالم”، مؤكداً أن خطاب الرئيس الشرع “اختصر الحكاية السورية وأعاد تقديمها بلسان أبنائها.”
وفي حديثه عن العلاقات الخارجية، أوضح الوزير الشيباني أن التعامل مع روسيا والصين يتم اليوم من موقع الندّية والاحترام المتبادل، مؤكداً أن بلاده “لم تبرم أي اتفاقيات جديدة مع موسكو، وأن الاتفاقيات السابقة الموقعة مع النظام البائد موقوفة ولا تُقبل بصيغتها القديمة.”
وأضاف أن دمشق تعمل على تصحيح العلاقات مع بكين التي كانت في السابق منحازة للنظام البائد، مشيراً إلى أن الشهر المقبل سيشهد أول زيارة رسمية لوفد سوري إلى بكين منذ التحرير.
وأكد الشيباني أن السياسة الخارجية السورية تستند اليوم إلى المصالح الوطنية لا المحاور السياسية، وأن الدبلوماسية الجديدة أصبحت “تخطط وتبادر بدلاً من الاكتفاء بردّ الفعل.”
على الصعيد الاقتصادي، كشف الوزير أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة نجحت في جذب استثمارات جديدة إلى سوريا، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تحتاج إلى وقت حتى تظهر نتائجها.
وقال: “في العام القادم سيشهد السوريون تحسناً ملموساً في الواقع المعيشي والاقتصادي، والجهد الذي بُذل خلال الحرب يجب أن يُضاعف الآن في مرحلة السلام.”
وفي ختام تصريحاته، شدد الشيباني على أن إسرائيل تحاول استغلال التغييرات في سوريا لفرض واقع جديد في المنطقة، مؤكداً أن “مشروعها التوسعي مرفوض، وأن سوريا ستبقى مدافعة عن حقها وحق شعوب المنطقة في الاستقرار والسيادة.”
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.