اخبار سوريا : الشتات البدوي: معاناة النساء في وجه التهجير القسري من ريف السويداء

×
تعيش محافظة السويداء اليوم أولى موجات التهجير القسري لعائلات بدوية من ريفها، وذلك في أعقاب انهيار نظام الأسد، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات المسلحة وانفلات أمني متزايد، حيث مارست ميليشيات “الهجري” انتهاكات جسيمة بحق الأهالي، بما في ذلك عمليات قتل وطرد وسلب ممتلكات، وفق شهادات متعددة.
جاء هذا التهجير في سياق مواجهات دامية اندلعت بين مجموعات مسلحة من أبناء السويداء وعشائر بدوية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط فوضى أمنية أعادت إلى الأذهان صوراً مؤلمة من ممارسات قوات النظام البائد، في حرب دامت 14 عامًا وخلّفت مآسي لا تزال آثارها تلاحق السوريين حتى اليوم.
النساء في صدارة المعاناة
تتصدّر النساء البدويات قائمة المتضرّرين من هذه الأحداث، إذ يتحمّلن عبئًا مضاعفًا، بين مسؤولياتهن الأسرية والاجتماعية، وبين آثار التهجير القاسي الذي غيّر ملامح حياتهن. النزوح لم يكن مجرد انتقال جغرافي، بل زلزال نفسي واقتصادي ضرب حياتهن بكل تفاصيلها.
تفقد النساء المهجّرات الشعور بالاستقرار، ويعيشن في حالة خوف دائم على أنفسهن وأطفالهن، بعدما شهدن مشاهد مرعبة من القتل والإذلال، وكنّ شاهداً مباشراً على أعمال التصفية الجسدية وسلب الممتلكات وإحراق البيوت. وتروي إحدى النساء كيف تمّ إطلاق النار على زوجها أمام عينيها، ثم مُنعت من الاقتراب منه حتى لحظة مفارقته الحياة، فيما تعمّدت الميليشيات توثيق لحظات النزوح عبر تصوير العائلات المذعورة في مشاهد مذلّة.
فقدان المأوى وتحديات جديدة
يمثل فقدان البيت والممتلكات تحديًا جوهريًا أمام النساء المهجّرات، إذ يجدن أنفسهن فجأة في بيئة جديدة دون أي ممتلكات شخصية أو دخل مادي، ما يضاعف من شعورهن بالضياع ويجعل المستقبل أكثر غموضًا. التغيير المفاجئ في مكان الإقامة يخلخل الروتين اليومي المعتاد، ويؤدي إلى حالة من الارتباك، خاصة في ظل ظروف الإقامة المشتركة التي تفتقر إلى الخصوصية.
وفي كثير من الحالات، تضطر عدة عائلات للإقامة في منازل ضيّقة أو مراكز إيواء، ما يفقد النساء القدرة على التحرّك بحرية، ويجبرهن على مراقبة أبنائهن طوال الوقت خشية إزعاج الآخرين، ناهيك عن صعوبة طلب الاحتياجات الشخصية في بيئة تفتقر إلى الخصوصية.
احتياجات مادية ونفسية مُلحّة
رغم ضخامة التحديات، تبقى استجابة المنظمات الإنسانية محدودة أمام واقع النساء البدويات المهجّرات، حيث تزداد الحاجة إلى دعم شامل يأخذ بعين الاعتبار أوضاعهن النفسية والمادية، ويؤمّن لهن الحد الأدنى من متطلبات الاستقرار والكرامة. إنّ العوائق التي تواجههن خلال رحلة النزوح تُقوّض قدرتهن على رعاية الأسرة والقيام بالواجبات اليومية، مما يستدعي استجابة عاجلة من الجهات المعنية.
تؤكد هذه التجربة أن معاناة المرأة السورية لم تنتهِ بسقوط نظام الأسد، بل ما زالت مستمرة في أشكال مختلفة من العنف والتهميش والتشريد، وتتطلب إرادة سياسية وإنسانية حقيقية لضمان حمايتهن، وتوفير سبل العيش الكريم، والاعتراف بواقعهن كشريكات أساسيات في بناء سوريا الجديدة.
الشتات البدوي، الذي بدأ من ريف السويداء، يفتح صفحة جديدة من المعاناة في تاريخ النساء السوريات، ويطرح على المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية تحدياً أخلاقياً كبيراً: هل ستُترَك هؤلاء النسوة في مواجهة مصير مجهول، أم يُعاد الاعتبار لكرامتهن وحقهن في الأمن والمأوى والحياة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.