اخبار سوريا : الشائعات في سوريا: سلاحٌ فتاكٌ يهدد السلم المجتمعي ويُضيّع الحقائق

×
تؤثر الشائعات في حياة الأفراد، وتؤدي إلى تشكُّل فهم خاطئ حول ما يجري حولهم من أحداث، فتحرمهم من الشعور بالأمن والاستقرار، وقد تدفعهم في بعض الأحيان إلى اتخاذ مواقف أو إطلاق تصريحات يندمون عليها بعد اكتشاف الحقيقة.
خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في ظل الحرب، شهدت سوريا بيئة خصبة لانتشار الشائعات، نتيجة عوامل عدة، كان أغلبها مرتبطاً بالصراع المسلح الذي عانت منه المنطقة، مثل: انقسام الرأي العام والسياسي، وتعدد الأطراف الدولية والمحلية المؤثرة في الصراع، إضافة إلى انهيار جزء من الإعلام التقليدي وانتشار “الإعلام البديل” (كالتواصل الاجتماعي والقنوات المتنوعة)، وغير ذلك من العوامل.
بحسب مراقبين، تنوّعت الشائعات التي أثّرت على المواطنين خلال الحرب بين السياسية والإنسانية والعسكرية، مما سبّب إرهاقاً للأهالي وزاد من مشاعر القلق والتوتر في حياتهم اليومية، حيث باتوا يخافون من تحقّق سيناريوهات دموية.
وقد عمل على ترويج هذه الشائعات أطراف محلية هدفت إلى نشر الذعر أو تعبئة الرأي العام، أو أطراف خارجية كجزء من الحرب النفسية، بل وحتى أفراد عاديون سعوا لتشويه صورة أشخاص أو جماعات معينة.
من الأمثلة الصارخة على ذلك، عندما اختفت بعض الفتيات من الطائفة العلوية، فانتشرت شائعات تُرجع عمليات الاختطاف إلى الأمن العام وأفراد من إدلب. هذه الإشاعات أثارت موجة من الخوف والذعر بين الأهالي، بل دفعت بعض النشطاء إلى تداولها وتضخيمها. لكن الحقيقة التي تبيّنت لاحقاً كانت أبعد ما يكون عن الاختطاف، حيث تبيّن أن الأمر يتعلق بقصص حب وهروب وزواج.
إضافة إلى ذلك، ما كانت تقوم به قنوات إعلامية موالية لنظام الأسد بنشر شائعات مُمنهجة بهدف تشويه صورة الثورة السورية والمعارضين، حيث عملت على توصيفهم بـ”الإرهابيين” ونسب تهمٍ مغلوطةٍ إليهم، في محاولةٍ لتحريض الرأي العام ضدهم وإضعاف مصداقيتهم، لكن بالمقابل بشار وقواته هم من كانوا يرتكبون الجرائم.
أدت الشائعات بمختلف أنواعها إلى تداعيات سلبية متعددة، حيث أسهمت في انتشار مشاعر القلق والخوف بين الأهالي على الصعيد النفسي. كما كان لها دور في تشويه سمعة شخصيات ومجموعات بعينها، بل وصل الأمر إلى حدّ تأثر حياة بعضهم سلباً بشكل كبير.
أما على الصعيد الاجتماعي، فقد ساهمت الشائعات في تقويض الثقة بين أفراد المجتمع الواحد، خاصة عندما اتخذت طابعاً طائفياً أو عنصرياً. وعلى المستوى السياسي، عملت الشائعات على تعميق الانقسامات المجتمعية وقدمت مبررات لقرارات سياسية مثيرة للجدل.
سعى ناشطون إلى توعية الأهالي حول مخاطر تداول الشائعات وتصديقها، مُبرزين تأثيرها السلبي على حياة الأفراد والمجتمع. كما حثّوا الوكالات والصفحات الإعلامية على تحري الدقة في المعلومات قبل نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هذه مسؤولية أخلاقية ومهنية جسيمة، خاصة في الظرف الراهن الحساس بعد سقوط النظام البائد ورفض الفلول للدولة الجديدة، وتصاعد الأحداث الدامية، حيث أصبح للكلمة وقعٌ خطير قد يُفاقم الأزمات.
تُظهر التجربة السورية كيف يمكن للشائعات أن تتحول إلى سلاحٍ فتاكٍ يزيد الأزمات تعقيداً، حيث أسهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي، وتعزيز الانقسامات السياسية، وإثارة العنف. وفي ظل هذه التحديات، تبرز الحاجة الماسة إلى تعزيز الوعي المجتمعي، ومسؤولية الإعلام في التحقق من المعلومات، لبناء مناعةٍ ضد هذه الظاهرة الخطيرة التي تُهدد استقرار المجتمعات في أوقات الأزمات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.