اخبار سوريا : التدخل المفرط للأمهات بعد الزواج… تهديد خفي لاستقرار الأسرة


التدخل المفرط للأمهات بعد الزواج… تهديد خفي لاستقرار الأسرة

تمارس بعض الأمهات، بدافع الحرص أو التمسك بالموروث الاجتماعي، تدخلاً مفرطاً في حياة أبنائهن بعد الزواج، ما ينعكس على استقرار العلاقة الزوجية ويُسهم في تصاعد الخلافات بين الزوجين. وتتخذ هذه التدخلات أشكالاً متعددة، من بينها فرض قرارات تمس الحياة الزوجية أو شؤون المنزل، والتدخل في الخلافات بين الزوجين دون طلب.

كما يمتد هذا التسلط أحياناً إلى التحكم في القرارات المالية أو شؤون السكن والمعيشة، إلى جانب فرض الرأي في أساليب تربية الأبناء الصغار، وإجراء المقارنات المستمرة بين الزوجة وزوجات أخريات، وغيرها من الممارسات التي تُعد تجاوزاً لحدود الخصوصية الزوجية، لما قد تتركه من آثار سلبية على استقرار الأسرة وتماسكها.

أسباب التدخل المفرط للأمهات
ويعود تدخل بعض الأمهات في حياة أبنائهن بعد الزواج إلى مجموعة من العوامل، من بينها الخوف على مكانتهن العاطفية بعد زواج الابن، والتعلق المفرط به. كما تلعب العادات والتقاليد الاجتماعية دوراً في تبرير هذا النوع من التجاوز، فيما يسهم غياب حدود واضحة يضعها الزوجان منذ بداية حياتهما المشتركة في تفاقم المشكلة. وفي حالات أخرى، تميل بعض الأمهات إلى السيطرة بحكم طبيعتهن الشخصية.

تداعيات السيطرة والتحكم 
ويؤدي تجاوز الحدود من قبل الأمهات في شؤون أبنائهن وزوجاتهم إلى آثار سلبية متعددة، أبرزها تصاعد الخلافات بين الزوجين وضعف استقرار العلاقة الزوجية، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الطلاق، وهو أقصى انعكاس لمشاكل التدخل المفرط.

في هذا السياق، تروي جَنَى الخالد (30 عاماً)، التي تقيم في مدينة حمص، تجربتها لشبكة شام الإخبارية مع التدخلات المتكررة لوالدة زوجها في حياتها الزوجية. وتقول جنى إنها تزوجت من شاب كان الابن الوحيد لوالدته، الأمر الذي اضطر الزوجين إلى العيش معها في المنزل ذاته، ما أسهم في حضورها الدائم في شؤونهما الخاصة.

وتضيف أن والدة زوجها كانت تتحكم بمعظم التفاصيل، ومع كل محاولة منها لوضع حدود واضحة، كان زوجها يرفض ذلك قائلاً: “هي أمي وليس لها غيري، وأخشى أن أغضبها”. ومع فقدانها قدرتها على التحمل، قررت جنى في نهاية المطاف طلب الطلاق.

الحلول بين وضع حدود واضحة وتعزيز الاستقلالية
وتؤكد شابات عايشن هذه التجربة القاسية أن بإمكان الزوجين تجاوز آثارها من خلال اتباع مجموعة من الحلول، أبرزها وضع حدود واضحة منذ بداية الزواج وتوضيحها للأم بهدوء، وتعزيز استقلالية الزوج في اتخاذ القرارات مع الحفاظ على البر والاحترام للأم. كما يشكل السكن المستقل، عاملاً مهماً في تقليل الاحتكاك اليومي، إلى جانب ضرورة عدم نقل الخلافات الزوجية إلى الأسرة أو إشراك الأم فيها.

ختاماً، يؤدي الحضور المفرط لبعض الأمهات في شؤون الأبناء بعد الزواج إلى مشكلات متعددة قد تهدد استقرار الأسرة. ويستدعي ذلك من الزوجين وعياً يقوم على وضع حدود واضحة، واعتماد الحوار الهادئ، وعدم السماح بتجاوز الخصوصية الزوجية، مع الحفاظ في الوقت ذاته على البرّ في التعامل مع الأم.



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى