اخبار سوريا : الإعلام العربي ومسؤولية الحفاظ على الهوية المجتمعية


الإعلام العربي ومسؤولية الحفاظ على الهوية المجتمعية

لجأ عدد من الإعلاميين العرب في الآونة الأخيرة، إلى مناقشة قضايا حساسة ومثيرة للجدل، ذات صلة بالدين والعادات والتقاليد المجتمعية، حيث يتم استضافة شخصيات فنية وعامة ومثقفة لتقديم آرائهم المتباينة، وقد أدى تنوع تلك الآراء وتباينها إلى إثارة نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، مما خلق حالة من الجدل بين الجمهور.

بعض البرامج باتت تناقش قضايا تتعارض مع القيم والعادات الراسخة في المجتمعات العربية المحافظة، كالمساكنة خارج إطار الزواج، وتطبيع العلاقات المحرَّمة دينيّاً واجتماعيّاً، وحتى زواج المثليين، كما يتم الترويج لبعض الأفكار مثل منح الأبناء حرية مطلقة دون رقابة أو توجيه، حتى لو انتهك ذلك الثوابت الأخلاقية أو الدينية التي يُجمع عليها المجتمع.

بات بعض الإعلاميين يستقطبون شخصيات مؤثرة تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة لطرح قضايا تتناقض مع القيم الاجتماعية الراسخة، كما توسعوا في مناقشة المحتوى المثير في الأعمال الفنية، من مشاهد خادشة للحياء إلى تمثيل علاقات محرمة وتعاطي المخدرات، وهي أمور يرفضها الوعي الجمعي العربي ويحذر من تأثيرها السلبي على النشء.

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تجاوزه بعضهم إلى مناقشة قضايا دينية جوهرية مثل الإيمان باليوم الآخر وضوابط الاحتشام النسائي وارتداء الحجاب، مروراً بمسائل الحلال والحرام التي طالما أجمع عليها الفقه الإسلامي، وقد أثارت تصريحات بعض الضيوف، التي خالفت الثوابت الدينية، عاصفة من السخط عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وُصفت بالخروج عن المألوف الديني والمجتمعي.

واجه هؤلاء الإعلاميون موجةً عارمةً من الانتقادات من مختلف قطاعات المجتمع العربي، رغم المعدلات المرتفعة للمشاهدات التي حققوها. وقد رأى العديد من الناشطين والمتابعين أن هذه السياسة الإعلامية، القائمة على استغلال القضايا الخلافية لتعزيز نسب المشاهدة وزيادة الشهرة – تمثل تجاوزاً صارخاً للخطوط الحمراء المجتمعية. كما اعتبروها خروجاً فاضحاً عن الموروث الثقافي والقيمي الذي تشكلت عليه هوية المجتمعات العربية عبر الأجيال.

وأشار الناشطون إلى ضخامة المسؤولية الإعلامية الملقاة على عاتق مقدمي هذه البرامج، خاصةً في ظل وجود ملايين المشاهدين، بينهم أعداد كبيرة من المراهقين والناشئة الذين لم تكتمل لديهم أدوات التمييز بين الصواب والخطأ. وحذروا من أن مثل هذه المضامين قد تشكل خطراً داهماً على القيم المجتمعية، حيث يمكن أن تزرع مفاهيم مغلوطة وتؤدي إلى انتشار سلوكيات منحرفة تهدد نسيج المجتمع وقيمه الأخلاقية.

ودعا الناشطون إلى التركيز على موضوعات بنّاءة تتماشى مع هموم الأسر العربية، وطرح قضايا تثري وعي النشء وتُثري خبراتهم، مع تقديم محتوى ترفيهي هادف يحترم ثوابت المجتمع وقيمه. كما أكدوا على أهمية انتقاء مواضيع تلامس واقع الجمهور دون المساس بثوابته الثقافية أو الدينية.

يواجه الإعلام العربي تحدياً كبيراً في الموازنة بين مواكبة العصر والحفاظ على الهوية المجتمعية. ففي حين يسعى لتحقيق نسب مشاهدة عالية، يتحتم عليه مراعاة خطوطه الحمراء وقيمه الراسخة. إن الإعلام المسؤول هو القادر على تقديم محتوى هادف يرفع مستوى الوعي، ويقدم ترفيهاً راقياً، ويحترم ثوابت المجتمع دون المساس بها. بهذا فقط يمكن له أن يكون أداة بناء وتطوير، لا وسيلة لهدم القيم وتفكيك النسيج الاجتماعي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى